جريدة الشاهد اليومية 3/11/2009
نداء إلى وزير الديوان الأميري
بقلم / نوير مطيري
عندما تضيق بإنسان ما فقد كل ما كان يبث في نفسه من بوادر الأمل لا يستطيع مواصلة حياته بعد أن فقد الأمل، وبوصول نقطة الأمل ينهض من جديد مستبشرا خيرا، فما بالك لو غابت كل تفاصيل ذلك الأمل وغابت مع تباشيره لربما تكون المحاولات قد أوشكت واقتربت ودنت ولم يبق على استردادها سوى أشبار، كم هو صعب هذا الشعور ولن يتذوق مرارته إلا صاحبه.كم يستعصي على الأقلام تنفيس هموم أناس وأناس وفي ذلك ينطبق ما قيل سابقا هي الحياة ظالمة وحزينة وفي ذات الوقت شفافة كشفافية المياه.عادة النداءات لا توجه إلى شخصيات عادية بل توجه إلى شخصيات سياسية واقتصادية أو صاحبة ثقل اجتماعي تتميز بالإنسانية المفعمة، بالرقة والعفوية ولا ننسى بعض الشخصيات المتنفذة صاحبة الحضور الجماهيري اللامع والبراق كبريق النجوم في الليالي المظلمة.نداء اليوم موجه إلى وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر الصباح بعد أن ضاقت كل السبل وأغلقت الأبواب وأوصدت في وجه أسرة الشهيد حمود ناصر العنزي فهل ستردد هذه الأسرة قول الشاعر: »ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج«، أم أنها ستظل معاصرة ليأس يطول؟ هل ستظل هذه الأسرة غائبة عن أذهاننا أم أنها ستعود لتحتضنها الكويت بباقات الورود والزغاريد والاستقبال الحميم هل ستكون حاضرة في ذاكرة الكويت أم أنها ستكون ورقا منسيا بعد أن عملت أصابع الزمن على طيها دون أي وجه حق ودون رحمة، تركت هذه الأسرة على عاتقي مسؤولية توصيل ندائهم إلى وزير الديوان الأميري بأن يساعدهم على العودة إلى وطنهم الكويت، والذي لا يرتضون بغيره بديلا، فهل سيساعدهم بو صباح على تحقيق هذا الحلم أم أن حلمهم بات مستحيلا ولا جدوى من تحقيقه حتى في عالم الأحلام بعد أن قدم والدهم روحه فداء لثرى الكويت، وعلى الرغم من ذلك ارتضوا بمصيرهم وظلوا لاجئين في الأردن حتى بعد أن تم العثور على رفات والدهم بتاريخ 15 فبراير 2004 من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى حاملا رقم الرفات8015، لم يفقدوا الأمل وظلوا يناشدون المسؤولين، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا ظلت القضية عالقة وظل أبناء الشهيد لاجئين غير قادرين على العودة إلى الكويت، ومحرومين من التعليم والأمن والعلاج فهم لا يمتلكون أي إثبات سوى المفوضية السامية من الأمم المتحدة فالدنيا قد ضاقت عليهم بمشارقها ومغاربها، ومازاد الوضع سوءا تدهور حالة والدتهم الصحية فهذه الأسرة يا بو صباح كلها رجاء وأمل بأن يتم حل قضيتهم على يدك، فمن يقصد كريما يحصد الحياة، وما ساعدهم على هذه المناشدة وهذا النداء إنسانيتك في الجانب الرياضي مع اللاعب بدر الشمري لاعب المنتخب الوطني سابقا وغيره من الأعمال الإنسانية التي لا يعلمها سوى رب العباد، فكيف على صعيد الجانب الوطني لأسرة فقدت والدها بعد أن قدم روحه فداءً لأرض الوطن؟