جريدة المستقبل اليومية 3/3/2011
شهيد وأبناؤه لاجئون!
بقلم / نواف فهد البدر

لا تستغرب عزيزي القارئ من العنوان، نعم هنا فقط في الكويت تحدث الغرائب والعجائب وكل ما يثير استغرب العالم اجمع.
العسكري الذي يخدم البلد لعشرات السنين لا يعتبر مواطنا، والذي يشارك في حروب عدة باسم الدولة لا يعتبر مواطنا، والذي شارك في حرب التحرير ويصد العدوان عن بلده لا يعتبر مواطنا.
ومن يستشهد وهو يدافع ويقاوم المحتل ليس فقط لا يعتبر مواطنا، بل ايضا يعذب أبناءه وأهله الذين تركهم للدنيا من أجل بلده.
هذه قصة أحدهم الذي ضرب أروع الامثلة في الوفاء والولاء للوطن وضحّى بنفسه من أجل كويتنا الغالية ضحّى بنفسه لأنه كويتي ولم ينظر لأي مسمى آخر سواء بدون أو غير محدد أو مقيم بصورة غير قانونية. لم يلتفت لهذه المسميات بل لأنه يشعر ويعشق هذه الأرض التي هي بلده ، ولا يوجد لديه بلد آخر غيره. لم يبخل عليها بأي شيء حتى نفسه قدّمها هدية للوطن، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
انه الشهيد البطل: حمود ناصر بعنون العنزي الذي لم يتأخر بالمشاركة في صد العدوان العراقي الغاشم في 2-8-1990 وقدم ما يمليه عليه ضميره من مقاومة للعدو ودفاعه عن أرضه وعرضه وشرفه. لم يكن مسافرا في ربوع اوروبا واميركا ويتحسر على البلد عن بعد، بل وقف وقفة الفرسان ولم يقل أنا لم أحصل على الجنسية ولم يقل إنهم لم يمنحوني الجنسية ولم يقل ما لأبنائي التسعة من بعدي، ولم يتوقع يوما أن بلده سوف يخذله ولم يعلم ان الكويت ستتبرأ من أبنائه التسعة وزوجته من بعده، بل قام وجاهد وقاوم وحارب الى أن تم أسره من قبل الجيش العراقي الغاشم وعندما علمت زوجته بأنه أُسر ذهبت هي وابناؤها ودخلوا الأردن كلاجئين اثناء احتلال الكويت من أجل مطالبة حقوق الانسان في الأردن بإخراج والدهم من السجون العراقيه ولكن للاسف لم يفعلوا شيئا. وعندما تحررت الكويت لم يستطيعوا الخروج من الأردن بحكم أنهم لم يكن لديهم جوازات سفر وليس لديهم بطاقة مدنية وليس لديهم سوى عقد الزواج وشهادات الميلاد الكويتية واستمرت معاناتهم الى يومنا هذا.. تخيلوا 18 عاما من الظلم والجحود والنكران الذي يتعرض له ابناء الشهيد البطل « حمود ناصر بعنون العنزي».
وقـد عـثـر عـلى رفاته مــن قبـل اللجنـة الوطنية لشؤون الأسرى بتاريخ 15/2/2004 رقــم الرفـات (8105).
وعنـدمـا أٌسـر والـدهم كانوا صغارا، حيث يبلغ اكبرهم 13 عاما والآن هم محـرومون مـن التعليــم والأمن والعلاج والعمل وليس لديهم اثبات سوى (المفوضية السامية) للأمم المتحدة في الأردن، وايضا للشهيد حمود ناصر العنزي شقيق استشهد اثناء التدريب العسكري في عام 1956 .
ويوجد لديهم كتاب من مكتب الشهيد بإثبات ان والدهم شهيد ومعتمد من مكتبهم وايضا برقية من صاحب السمو الامير الوالد رحمه الله الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح يقدم لهم التعازي وبعد كل هذا يبقى ابناء شهيد الكويت لاجئين في الخارج ولا يستطيعون العودة الى بلدهم رغم قساوة ما يعانون. وقابلوا احد المسؤولين بالاردن وقال: «يجـب إحضـار كتاب من وزارة الخارجية الكـويتية حتى يتم ترحيلهم للكويت».
أناشد سمو رئيس مجلس الوزراء بالنظر لأبنائه.. أبناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي الذين يعانون الغربة وصعوبة الحياة والحرمان، حيث إنه موضوع عودتهم الى بلده متوقف بسبب إلقاء المسؤولية في الخارجية على الداخلية والعكس صحيح.. نريد منك يا صاحب السمو أن تصدر قرارك السامي والإنساني بعودة ابناء الشهيد الى بلدهم من دون أي تأخير وتعطيل من قبل أي جهه كانت.

نواف فهد البدر