جريدة سبر  23/5/2012
الأم حاصرتها الأمراض.. وهم عاجزون عن فعل شيء

استغاثة أخرى من أبناء الشهيد "البعنون" إلى سمو ولي العهد: نعاني قسوة الحياة.. وآلام الغربة

بقلم / خالد حمود البعنون

 

مرة أخرى.. يطلق أبناء الشهيد "البدون" حمود ناصر البعنون صرخة استغاثة واستجداء إلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.. لانتشالهم من ضنك العيش وقسوة الحياة، حيث يعيشون - مازالوا- في الأردن وسط آلام الغربة وآمال العودة إلى الوطن الأم.. الكويت التي احتضنتهم منذ أن خرجوا إلى الحياة فافترشوا أرضها وتلحفوا سماءها، وتحت ثراها غاب والدهم الذي قدم روحه فداء لها عندما اجتاحتها جيوش الغزاة في الثاني من أغسطس 1990..
مرة أخرى يطلق أبناء الشهيد البعنون صرخة الاستغاثة، لانتشالهم من ضيق العيش الذي يعانونه وسط غياب المعيل، والأم التي حاصرتها الأمراض، وعجزهم عن فعل شيء.. أي شيء:
وهنا رسالة المناشدة التي وجهوها إلى سمو ولي العهد:
يا سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - أطال الله في عمرك - بعد ما حملت رفات والدي الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي المعتمد لدى مكتب الشهيد رسميًا في 16/3/2004، وهذا شرف لنا، وبعد ما علمت سموك بأن أبناء هذا الشهيد لاجئون في الأردن منذ الغزو، أمرت بعودتنا خلال أسبوع واحد، لكن مع الأسف لم نجد من يقوم بذالك، وها نحن حتى الآن لاجئون، ووالدنا مدفون في مقبرة الشهداء في الصليبيخات مع زملائه الأبطال.

أبناء الشهيد الذي ضحى بأغلى ما يملك من أجل وطنه الغالي الكويت، وتركنا أمانة في عنق كل شريف، ونحن نعلم بأن هذا الأمر لا يرضي سموك بأن نظل لاجئين ومحرومين حتى من العودة إلى وطننا الكويت، الذي ترعرعنا فيه، ومحرومون أيضًا من زيارة قبر والدنا الشهيد، ومحرومون من جميع حقوقنا، لذا يا سيدي نناشدك من بعد الله بأن نجد الحل على يديّك اللتيّن يشهد لهما التاريخ ببصماتهما البيضاء، وخصوصًا مع أبناء الشهداء، نحن لا زلنا نذكر ونردد مقولتك التي نعتز ونفتخر بها عندما نسمعها، ألا وهي: (نعتز بأبنائنا الشهداء.. والعناية بأهلهم واجب)، لذا نناشدك يا شيخ يا ولي عهدنا وهذه قصتنا كاملة:-

نحن أبناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي الذي استشهد دفاعًا عن الكويت، نطلب فزعة الأحرار لتسهيل عودتنا للكويت، حيث إننا موجودون الآن كلاجئين في الأردن، وتبدأ معاناتنا منذ 2/8/1990، حيث شارك والدنا في صد العدوان العراقي مع زملائه فـي الجيـش الكويتي، وتـم أسـره فـي ذلـك الوقـت، وقـد عُـثر عـلي رفاته مــن قبـل اللجنـة الوطنية لشئون الأسرى بتاريخ 15/2/2004 رقــم الرفـات (8015).

أٌسر والدنا وكنّا صــغارًا، أكبرنا يبلغ 13 عامًا.. دخـلنا الأردن كلاجئين أثناء احتلال الكويت، وقمنا بمطالبة حقوق الإنسان فـي الأردن بالعمل على استخراج والدنا من السجون العراقية، ولكن للأسـف لم يفعلـوا شـيئا، حتـى ضـاقـت علينـا الدنيـا، وأصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة، فلم نتمكن مـن الـعودة للـكويت، وحـرمنا مـن التعليــم والعلاج والعمل، وليس لدينا إثبات سوى (المفوضيّة الساميّة) من الأمم المتحدة في الأردن.

وقـابلنا أحـد المسـئولين فـي الأردن، وشـرحنا لـه قـصتنا، طـالبين الـعـودة للكويـت.. حيث قال لنا: "يجـب إحضـار كتاب من وزارة الخارجية الكـويتية، حيث نتمكن من دخول وطننا الكـويـت".

إننا نـعاني قــسـوة الـحـيـاة وفـقـدان الـوالـد والـمعـيـل وتنـكّــر بعض الأهـــل والأحبـة، كما نعـانـي من قسـوة الـيُتـم والـحرمـان وفـقـدان الـنـاصر والمـحـب ، نـبيـت والدمـعـة عـلـى خــدنا والحرقة في قـلوبنا.

نوجّه لسموّك هذه المناشدة الثانية، وإن شاء الله تكون الأخيرة من أبناء الكويت الأوفياء أبناء الشهداء، أبناء من رفع علم الكويت، أبناء من تركنا خلفه ولا فكر بنا لحظة واحدة في تلك المحنة، إلا بوطنه ودفع أغلى ما يملك من أجله, وما قدمه والدنا وسام وشرف نبقى نفتخر به لآخر لحظة في أعمارنا وسوف نتبع خطاه البطولية.

لقد تركنـا والدنـا والأمـل يـشــدوه بنصـرة ووفـاء الـكويـت لـدمائه الـزكيّة الـطاهــرة، باحتضان أيتامه ورعايتهم، لا تركهم كـلاجئين فــي بلاد الغربة...!"



بقلم / خالد حمود ناصر البعنون
تلفون أبناء الشهيد المباشر 00962777275418