ضاري الشريدة 17/7/2008

جريدة عالم اليوم 17/7/2008
لا حياة لمن تنادي!
بقلم/ضاري الشريدة
بعد إطلاعي على بعض المواقع والمنتديات في الإنترنت، تبين لي بأن هنالك مجموعة كبيرة من الكتاب الزملاء الذين تجاوبوا مع قضية الأخ (خالد) نجل الشهيد (حمود ناصر العنزي)، الذي راح ضحية قوات الغدر العراقية مع بدايات الغزو العراقي، ولكنه لم يتمكن هو وأبناؤه من بعده مع الأسف من نيل أي حق من حقوقه لأنه ينتمي إلى فئة أجبرها الزمان وظروف الزمان والأحداث السياسية وبعض التقلبات الاجتماعية على أن تحمل اسم (البدون).وبكل فخر واعتزاز سأذكر لحضراتكم أسماء هؤلاء الكتاب الزملاء الذين تجاوبوا مع هذه القضية الإنسانية، وسخروا أقلامهم دفاعا عن الإنسانية وشعورهم الصادق نحو أسرة الشهيد والذي دفعهم نحو تسطير جمل خطتها أقلامهم بدافع إنساني بحت، وهم كل من: الكاتب: مشعل النامي، الكاتب: محمد يسر المعيوف، الكاتبة: ترفه العنزي، الكاتب: بسام الفهد، الكاتب: عادل حسن دشتي، الكاتب: محمد أحمد الملا، الكاتبة الشيخة فوزية سالم الصباح، الشيخة أوراد الجابر الأحمد الصباح، وغيرهم من الزملاء الأعزاء الذين تجاوبوا مع القضية بروح الإيمان والغيرة والدوافع البشرية الخيرة والشجاعة في الدفاع عن قضية رئيسية يفترض أنها تكون على رأس أولويات الحكومة ومجلس الأمة في آن واحد. وقد قمت في السابق بكتابة مقالين، كان الأول بعنوان (من أبناء الشهيد حمود ناصر العنزي)، والثاني كان بعنوان (هل من مجيب؟)، ففرض عنوان هذا المقال نفسه، وهذا أمر واقع لأنه بالفعل (لا حياة لمن تنادي)، فلم نلتمس أي تجاوب على كافة الأصعدة، لإن معاناة هذه الأسرة العالقة في الأردن مازالت مستمرة، والتي لم تتمكن حتى من الحصول على التعويضات بسبب وجودها في الأردن دون أي وثائق رسمية تمكنها من السفر.والله أمر غريب وعجيب، بعض الكويتيين يذهبون ليتزوجوا من خارج الكويت ومن بعض الدول الفقيرة في شرق آسيا، وأحيانا تكون خادمة في بيته ثم تتحول فجأة لزوجته وأم لأبنائه، والموضوع طالما على سنة الله ورسوله فلا أحد يمكنه التدخل وهذه حرية شخصية في إطار الشرع والقانون، ولكن المؤسف أن تحصل هي على جنسية كويتية وتتمتع بحقوق المواطنة الكويتية بعد سنوات قليلة، رغم أنها حتى لا تجيد اللغة العربية، وأسرة عربية كاملة من (البدون) راح من عائلتهم شخصين أو ثلاثة كشهداء واجب لم يتم منحهم الجنسية من خمسينيات القرن الماضي وحتى الآن، ماهذا التناقض؟!كل يوم يمر تصلني رسالة استغاثة من الأخ خالد يرسلها لي ولمجموعة من الزملاء كتاب الصحف المحلية، يطلب فيها نصرته ونصرة عائلته في التغلب على ظروف الدهر التي أرهقت أسرته، إنه يبعث هذه الرسائل والإيميلات رغم أنه لا تربطني أي علاقة شخصية به – وتشرفني أي علاقة مع من يحب الكويت ويتمنى العودة والعيش في أحضان هذا البلد الذي احتضن أسرته في السابق، ولا يرسل هذا الكم الكبير من الرسائل بغرض الإزعاج، ولكنه يريد الغوث والمساعدة، ولولا رغبته في تحسين أوضاع معيشة أفراد أسرته الذين يعيشون كلاجئين في الأردن لما قام بإرسال كل هذه الرسائل. وكم أتمنى من كل قلبي أن تكون هناك رغبة جادة في مساعدة هذه الأسرة وغيرها من الأسر التي مازالت تعيش في ظل أوضاع مظلمة ومجهولة، ومستقبل غامض ليست له أي صور واضحة المعالم، فأين أنتم يانواب الأمة من مثل تلك المآسي الإنسانية، هذه الكويت بلد الخير والعطاء، هذه الكويت التي يشهد بعطاياها وهباتها ومساعداتها ووقفاتها البطولية القاصي والداني، ولكن أين نحن من هذه الأسرة التي هي بحاجة ماسة للمساعدة والوقفة لإنهاء مأساتها وأحزانها. فكونوا على الأقل ممن يقول عنهم رب الجلالة في كتابه العزيز ((أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)) المؤمنون – 61