منصور الربدي 16/07/2008

جريدة الصباح 16/07/2008
جوازات سفر للحيوانات الأوروبية في ذكرى الاتحاد!!
بقلم/ منصور الربدي
ربما هذا الموضوع لا يثير الدهشة ولا يتعجب منه أحد لأنه موجود أصلا في الكويت وأكثر الدول الخليجية والعربية لكن من الغرابة والدهشة عندما تقارن هذا الموضوع بموضوع الإنسان «البدون» تخيل أن الحيوانات تستطيع السفر الى كل مكان في العالم وبأوراق رسمية وأما البدون وأنا أقصد البدون المظلومين فلا يستطيعون ذلك، وفي هذا الموضوع لم أقصد الاستهزاء بالبدون ولكن هذه هي الحقيقة وهذا الموضوع مطروح في منتديات البدون الالكترونية والعبارة المقوسة القادمة مأخوذة أصلا من أحد كتاب منتديات البدون ويطول الحديث عن هذا الموضوع يقول في منتصف موضوعه هذه العبارة (في زمن بات فيه دفتر صغير.. مصدر الراحة الإنسان وشقائه!..) المقولة السابقة فعلا عظيمة وخصوصا في زمن يأخذ الحيوان حقا من حقوق الإنسان بينما الإنسان لا يجد أبسط حقوقة ، ونحن الآن في بداية الصيف تخيلوا معي هذه الفقرة (رجل جالس مع زوجته وأبنائه وهو محتار أين يقضي أجازة الصيف) وشاب يشحن همة (الربع) لسفرة شباب جماعية... الحمد الله على النعمة، أما البدون ليس له الحق أن يحلم في نومه أنه تجاوز(محطة الكويت) في منفذ الرقعي لأنه لا يملك جواز السفر أو كما سماه الكاتب الدفتر الصغير.. وهمه الوحيد أن يصرف على عائلته، نشاهدهم على أرصفة شوارع الجهراء والصليبية يبيعون الفواكه والخضروات في صيفنا المغبر، والمعارضون لحل قضية البدون يتمشون هم وأبناؤهم على أرصفة جنيف وسويسرا تحت ظلال الطبيعة... وأنا في اعتقادي أن الفقرة الأخيرة لا تعد مشكلة مقارنة بالفقرة الآتية وهنا تقع الكارثة... مواطن كويتي لا يوجد له علاج إلا في لندن فمن الطبيعي أن يرسل عن طريق لجنة العلاج في الخارج إلى لندن (طبعا بالواسطة شيء أكيد) أما البدون المصاب بمرض ليس له علاج إلا في لندن ماذا يفعل؟ هل يرسل عن طريق لجنة العلاج في الخارج؟ هل يستطيع السفر على حسابه أو على حساب الأيادي البيضاء؟ بالتأكيد الإجابة (لا يستطيع)... هذا حال الكثير من إخواننا وأبناء عمومتنا من البدون أعوام كثيرة من التصريحات الحكومية وأعوام كثيرة من التصريحات الانتخابية وأعوام كثيرة من الوعود لكن تأتي الحلول البسيطة و(الترقيعية) كما عودتنا حكومتنا دائما في حل مشكلات الناس، ربما البعض يستغرب كلمة معارضين لأن الكثير من المعارضين غيروا أراءهم إلى مؤيدين بعد سماع صوت البدون ولكن الحقيقة غير ذلك، فالحكومة اليوم أصبحت تجيد الفنون اللغوية والكلامية والخطابية بتغير أسلوبها المعارض بكلمات جديدة وأخرها أن 5 في المئة فقط من البدون يستحقون الجنسية وطبعا المئة ألف بدون كل واحد منهم يعتقد أنه أحد هؤلاء الــ5 في المئة التي تقول عنهم الحكومة و أنا في اعتقادي أن الــ 5 في المئة على حسب تفكير البعض الأول فيها (طباخ الوزير) و(سائق المتنفذ الفلاني) ومن تركب عليهم مقولة (إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر)... ولا نضع اللوم الكامل في هذا الموضوع على الحكومة بل هناك البعض من النواب يقف حاجزا أمام حل مشكلة البدون بشكل كامل وأيضا هناك من النواب من يريد أن يستفيد من وراء قضية التجنيس وهناك أيضا من يجتهد لحل مشاكلاتهم من النواب ومن المسؤولين في وزارة الداخلية. ورسالة أقصر: للنائب محمد هايف قبل فترة ليست بالطويلة كتبت في احدى مقالاتي عن رسالة من أبناء الشهيد (ناصر حمود بعنوان الحبلاني العنزي) ولم يأت أبناء الشهيد أي رد لا من الحكومة ولا حتى من النواب ولكن الموضوع بالنسبة لي لم ينته وباعتقادي أن الشهيد له حق علي وعلى كل كويتي ولكل شهيد ضحى بروحه من أجل تراب الكويت وله حق على كل كويتي، فأبناء الشهيد مازالوا لاجئين في الأردن إلى يومنا هذا مع العلم أنه حتى الآن أرسلت عبر الصحافة أكثر من 15 مقالة في جميع الصحف الكويتية موجها لكل المسؤولين ولكن من دون فائدة وأتوجه برسالة واضحة للنائب محمد هايف المتابع لموضوع البدون في الفترة الأخيرة وأتمنى أن نجد منه اهتماما لموضوع أبناء الشهيد مع العلم أن أبناء الشهيد بعثوا لنا عبر موقعهم أوراقا رسمية تعطيهم الحق في العودة إلى أرض الوطن كونهم أبناء شهيد الكويت وهم مسجلون أيضا في مكتب الشهيد.