حمد المري 30/5/2008

جريدة الوطن 30/5/2008
نداء إلى الشيخة أوراد الجابر الصباح »بدون« لاجئون
بقلم /حمد سالم المري
تكلمنا مرارا وتكرارا عن قضية غير محدد الجنسية »البدون« ووضحنا خطورة عدم ايجاد حل لهذه القضية ذات البعد الانساني لما تحمله من تداعيات أمنية مثل جرائم السرقة وترويج المخدرات كونهم محرومين من العمل لأنهم لا يحملون هوية رسمية معترف بها من قبل الحكومة وتداعيات اجتماعية كانتشار الأمية وتفشي الأمراض المستعصية بسبب حرمانهم من التعليم العام أو الحصول على الرعاية الصحية الحكومية المجانية. وفي سياق هذه القضية وصلتني رسالة استغاثة عبر البريد الالكتروني من عائلة حمود ناصر العنزي وهم ثمانية أبناء وأمهم الارملة جاء فيها »نحن أبناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي الذي استشهد دفاعا عن الكويت نطلب فزعة الاحرار لتسهيل عودتنا للكويت حيث اننا موجودون الان كلاجئين في الاردن وهذه قصتنا.. في يوم 1990/8/2 شارك والدنا في صد العدوان العراقي مع زملائه في الجيش الكويتي وتم أسره في ذلك الوقت، وقد عثر على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى بتاريخ 2004/2/15 رقم الرفات »8105« عندما اسر والدنا كنا صغارا اكبرنا يبلغ 13 عاما دخلنا الاردن كلاجئين أثناء احتلال الكويت من اجل مطالبة حقوق الانسان في الاردن باستخراج والدنا من السجون العراقية ولكن للاسف لم يفعلوا شيئاً حتى ضاقت علينا الدنيا وأصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة فلم نتمكن من العودة للكويت والان نحن محرومون من التعليم والأمن والعلاج والعمل. علما بأننا قابلنا أحد المسؤولين في الاردن وشرحنا له قضيتنا طالبين العودة للكويت فقال »يجب احضار كتاب من وزارة الخارجية الكويتية حتى يتم ترحيلنا للكويت« اننا نعاني قسوة الحياة وفقد الوالد والمعيل ونكران الأهل والأحبة ونعاني قسوة اليتم والحرمان وفقدان الناصر والمحب.. نبيت والدمعة على خدودنا والحرقة في قلوبنا فهل هذا جزاء من استشهد دفاعا عن بلده؟ لقد تركنا والدنا والأمل يحدوه بنصرة الكويت وقد سقاها بدمائه الطاهرة فلا تتركونا كلاجئين في بلاد الغربة«. ونحن بدورنا نوجه هذه الرسالة إلى الشيخة أوراد الجابر الصباح ذات القلب الحنون الملقبة بأم البدون راجين منها أن تتبنى قضية هذه الأسرة المنكوبة فتعمل على تفريج كربتهم بالتحرك لدى وزارة الخارجية للتأكد من صحة هذه البيانات وتذليل عقبات عودتهم للكويت التي لم يعرفوا غيرها وطنا.ونحن بندائنا للشيخة أوراد على يقين بأنها ستبذل جل جهدها تجاه هذه القضية ولكننا لن نلومها إذا عجزت عن الحل لأن مشكلة البدون متجذرة منذ ستينيات القرن الماضي ولم تحل بسبب عدم جدية كل من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية على ايجاد حل جذري لها حتى أصبحت مثل كرة الثلج تكبر كلما تدحرجت أو كالدمل يكبر في الجسم حتى ينفجر مسببا تقيحات ومضاعفات قد تضر بالجسم أو يتم علاجه فيختفي.