محمد ملا 26/05/2008

جريدة الشاهد 26/05/2008
شهيد من البدون ينادي من قبره الطاهر
بقلم/محمد أحمد ملا
البدون بدون حقوق ولا كرامة ولا يطالبون الا ببعض كرامتهم وآدميتهم التي أوصى بها ديننا الاسلامي، وكما هو معروف ان قضيتهم انسانية يتم التلاعب بها منذ سنوات ومن دون حل ويتهمون بأشياء يخجل الانسان ان يذكرها، الى متى ندور حول مشكلاتنا المصيرية والوطنية، حتى وصل الامر الى ان ينادي شهيد من قبره لإنقاذ اسرته المغتربة خارج ارضها »الكويت« والتي تعيش مرارة الحرمان والهم وهم ابناء »الكويتي« الذي ضحى بروحه من اجل وطنه في اصعب المواقف، واستشهد وهو يرتدي ملابسه العسكرية الكويتية، وفي يمينه السلاح الذي يدافع به لتحرير وطنه، أليست هذه هي المواطنة الاصلية والتضحية الحقيقية وكان غيره يلهو ويلعب ويسرق خارج الوطن؟مساكين والله مساكين شهداء البدون عندما ضحوا بأنفسهم ونالوا الشهادة »اضحوا« اهلهم في »عازة« وحاجة ومن دون دخل ومن دون هوية ولا جنسية والمكافأة شهادة شكر من ارخص الاوراق تعلق على الحوائط ولا ذات قيمة لدى اصحاب القرار لتمنحهم الجنسية بسبب ان عليهم قيداً امنياً تناسى المسؤولون ان والدهم استشهد وهو عند الله في عليين، ان شاء الله، اما اولاده في الدنيا فهم في »عشش« الصليبية ينتظرون الامل الذي لن يأتي.ويبدو ان كلمة بدون اصبحت الجنسية التي يحملونها للعالم، ولكن هواهم كويتي اصيل يعيشون بيننا وكأنهم غرباء بفضل ورقة لا تغني ولا تسمن من جوع تصدر من ادارة الجنسية والجوازات ويتم استغلال قضيتهم من اجل البهرجة الاعلامية في وقت الانتخابات وتنسى بعد ذلك، ولقد تربى في وطننا اجيال من ابنائهم وبناتهم وكلنا مساءلون عنهم امام الله وخاصة عندما يشتكون من الظلم الشنيع الذي وقع عليهم واتذكر عندما ظهرت اسماء المستحقين للجنسية في الدفعة الاخيرة اكتشف احد ابناء البدون ان اسم ابيه غير موجود فكفر وانتحر ليرسل لنا رسالة واضحة عن حجم الكارثة الانسانية والمعاناة التي وقعت على قلبه الغض المسكين المحروم من الرحمة والعاطفة.
في السابق اعتقدت ان قضية الشهيد حمود العنزي تم حلها ولكن للأسف مازال الشهيد ينادي من دون ان يسمعه احد من المسؤولين ولا يعون خطورة هذه القضية وجاءت مناشدته مملوءة بالحسرة حيث جاء فيها ما يلي:»ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون«.ابناء الشهيد: غانم، غنام، سالم، خالد، سامي، طلال، سليمان، ناصر، وهو اصغرهم لم ير اباه ولا اباه رآه، رحمه الله، واختهم وارملة الشهيد.رسالة أبناء الشهيد: نحن ابناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي الذي استشهد دفاعاً عن الكويت نطلب فزعة الاحرار لتسهيل عودتنا الى الكويت حيث اننا موجودون الآن كلاجئين في الاردن وهذه قصتنا.في يوم 1990/8/2 شارك والدنا في صدالعدوان العراقي مع زملائه في الجيش الكويتي وتم اسره في ذلك الوقت، وقد عثر على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى بتاريخ 2004/2/15 رقم الرفات »8105« عندما اسر والدنا كنا صغاراً اكبرنا يبلغ 13 عاماً دخلنا الاردن كلاجئين اثناء احتلال الكويت من اجل مطالبة حقوق الانسان في الاردن باستخراج والدنا من السجون العراقية ولكن للأسف لم يفعلوا شيئاً حتى ضاقت علينا الدنيا واصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة فلم نتمكن من العودة للكويت والآن محرومون من التعليم والأمن والعلاج والعمل.علماً بأننا قابلنا احد المسؤولين في الاردن وشرحنا له قصتنا طالبين العودة للكويت وقال »يجب احضار كتاب من وزارة الخارجية الكويتية حتى يتم ترحيلنا للكويت«، اننا نعاني قسوة الحياة وفقد الوالد والمعيل ونكران الاهل والاحبة، نعاني قسوة اليتم والحرمان وفقدان الناصر والمحب، نبيت والدمعة على خدنا والحرقة في قلوبنا فهل هذا جزاء من استشهد دفاعاً عن بلده، لقد تركنا والدنا والامل يشدوه بنصرة ووفاء الكويت لدمائه الزكية الطاهرة باحتضان ايتامه ورعايتهم لا تركهم كلاجئين في بلاد الغربة.يا اهل الكويت الاحرار اناشدكم مساعدتهم لاسترجاعهم من اجل والدهم شهيد الكويت ولا ننسى هنا ان الامير الوالد رحمه الله وطيب ثراه بطل التحرير الشيخ سعد العبدالله الصباح كرم أباهم فعلينا القيام بواجبنا بتكريمهم لأن الكويت دائماً تشتاق الى شهدائها الابرار وأبنائها لانها ديرة الخير والامان والرحمة و لنبدأ بإجراءات التجنيس اولاً لأبناء الشهداء والعسكريين ولكن من سيتخذ القرار الحاسم؟والحافظ الله يا كويت.