مشعل النامي 22/5/2008

جريدة السياسة 22/5/2008
يقدم روحه فداء للكويت...ويشرد أيتامه خارجها منذ الاحتلال!
بقلم /مشعل النامي
إنه حمود ناصر العنزي الذي استشهد في سجون الطاغية صدام, حيث كان أسيرا مع من تم أسرهم من منتسبي الجيش الكويتي في اليوم الأول من الاحتلال وهم يدافعون عن الكويت, وعاش أيتامه لاجئين في الأردن منذ الاحتلال الغاشم إلى يومنا هذا ولم يستطيعوا دخول الكويت لأنهم من فئة »البدون«. ولن أجد كلمات أكثر تعبيرا من كلمات الرسالة التي أرسلها لي ابنه سالم أحد ابنائه التسعة, حيث قال فيها: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }(١٦٩) سورة آل عمران نحن أبناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي الـذي استشهد دفاعـا عن الكـويت نطلـب فـزعة الأحـــرار لتسهيل عودتنا للكويت حيـث إننـا مـوجوديـن الآن كلاجئيـن فـي الأردن وهـذه قصتنـا. فـي يــوم 2/8/1990 شارك والدنا فـي صـد العـدوان العراقـي مـــع زمـلائـه فـي الجيـش الكـويتـي وتـم أسـره فـي ذلـك الوقـت، وقــد عـثــر عـلي رفــاته مــن قبـل اللجنـة الوطنية لشئون الأسرى بتاريخ 15/2/2004 رقــم الرفـات (8105). عنـدمـا أسـر والـدنا كنـا صــغارا أكبرنا يبلغ 13 عامـا دخـلنا الأردن كـلاجئين أثنـاء أحتلال الكويت من أجل مطالبة حقوق الإنسان فــي الأردن بأستخراج والدنا من السجون العراقية ولكن للأسـف لم يفعلـوا شـئ حتـى ضـاقـت علينـا الدنيـا وأصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة فلم نتمكن مـن الـعودة للـكويت والان محـرومين مـن التعليــم والأمن والعلاج والعمل. عـلماً بأننـا قـابلنا أحـد مـن المسـؤولين فـي الأردن وشـرحنا لـه قـصتنا طـالبين الـعـودة للكويـت وقـال"يجـب إحضـار كتاب من وزارة الخارجية الكـويتية حــتى يتــم تـرحيلنا للكـويـت". إننا نـعاني قــسـوة الـحـيـاة وفـقـد الـوالـد والـمعـيـل ونـكــران الأهـــل والأحبـة نعـانـي قسـوة الـيتـم والـحرمـان وفـقـدان الـنـاصر والمـحـب ، نـبيـت والدمـعـة عـلـي خــدنا والحرقة في قـلوبنا فـهل هـذا جــزاء مـن اسـتشهد دفاعا عن بلده؟ لقد تركنـا والدنـا والأمـل يـشــدوه بنصـرة ووفـاء الـكويـت لـدمائه الـزكية الـطاهــرة باحتضان أيتامه ورعايتهم لا تركهم كـلاجئين فــي بلاد الغربة! التوقيع أبناء الشهيد: غانم, غنام , سالم, خالد, سامي, طلال, سليمان, ناصر وهو أصغرهم لم ير أباه وأختهم وأرملة الشهيد. ومرفق مع الرسالة (صورة برقية تعزية من الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح رحمه الله عندما كان وليا للعهد آنذاك يشهد فيها باستشهاد حمود ناصر العنزي من اجل الوطن) و(صورة من مكتب الشهيد الكويتي يشهد فيها أن حمود ناصر العنزي هو احد الشهداء المعتمدين لديها) و(صورة من عقد زواج كويتي للشهيد حمود ناصر) و(صورة شهادة ميلاد كويتية لخالد نجل حمود ناصر العنزي) و(صورة من هوية السامية التي قدمتها الأمم المتحدة كلاجئين في الأردن). ونأمل من الجهات المعنية الاهتمام بأبناء الشهيد بإذن الله حمود ناصر العنزي, المشردين خارج الكويت وجلبهم إلى الكويت بلدهم الذي لم يعرفوا غيره, وإن كان هناك مهتم لهذا الأمر فإنني محتفظ برقم هاتفهم في الأردن, ولا أريد من كتابتي لهذه السطور إلا وجه الله ودفع حوبة هؤلاء الأيتام عن الكويت بلد الخير والعطاء, فهل هناك من مساعد لهم لوجه الله؟