عبد الرزاق الحزامى 23/8/2008

جريدة أوان 23/8/2008
الكويت لا تنسى شهداءها
 بقلم/عبد الرزاق الحزامى
تلقيت رسالة عبر بريدى الإلكترونى عن حالة إنسانية لأسرة شهيد من غير محددي الجنسية والذي استشهد دفاعا عن الكويت وقيادتها الوفية وشعبها الكريم. القصة بدأت فى أول أيام الغزو العراقي الغاشم لوطننا الكويت وكان الشهيد العسكري حمود ناصر العنزي على رأس عمله وقد قام مع إخوانه بواجبهم العسكري المناط بهم في هذه الحالات، ثم عقب ذلك تم أسرهم ونقلهم إلى السجون العراقية. وقد ترك الشهيد حمود بعد أسره واستشهاده فيما بعد أسرة منكوبة تتكون من أرملة وتسعة أولاد، أكبرهم كان عمره يوم الغزو الغاشم 13 عاما، وأصغرهم لم ير والده نهائيا.وفي تلك الأيام العصيبة، ولصغر أعمار أولاد الشهيد، قرروا السفر إلى الأردن للقاء الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وذلك من أجل محاولة فك قيد أسر والدهم القابع آنذاك في السجون العراقية. وانتظروا طويلا وتجرعوا المر من أجل بصيص من أمل قد يكون ظاهرا من زنزانة أبيهم في سجون الطاغية المقبور، إلا أنهم صبروا كثيرا حتى تحررت البلاد وأصبحوا لاجئين في الأردن وبالتالي لم يتمكنوا من العودة للكويت. أسرة شهيد تتجرع المر والهوان لفقدان معيلها الذي وهب حياته من أجل الكويت، وهم الآن يعتبرون لاجئين لا حق لهم في التعليم ولا في الأمن ولا في العلاج ولا في العمل. إني أخاطب قلب معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح والذي لم ولن يقصر في مساعدة وحل مأساة هذه الأسرة المفجوعة. بوصباح أعرفه ويعرفه الجميع يعمل كثيرا ولا يتكلم إلا قليلا، ما إن تصله أي قضية إنسانية أو إدارية أو مظلمة تتعلق بأحد أفراد جيشنا الباسل حتى ينتفض من مكانه ملبيا ومساعدا في حل هذه المعضلة. إن دولة الكويت وقيادتها الكريمة وشعبها الوفي لم ولن تنسى شهداءها الذين روت دماؤهم الزكية أرض الوطن، ومنهم الشهيد حمود ناصر العنزي وإخوانه الشهداء رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته