ناصر الحمود 25/9/2008

جريدة عالم اليوم 25/9/2008
حمود العنزي ضحى بروحه دفاعا عن الكويت واسرته تائهة في الاردن أسرة الشهيد رقم 8015 تطلب الفزعة
بقلم / ناصر الحمود
قضيتنا التي سنتناولها اليوم يمكن اعتبارها نموذجا صارخا للظلم الذي يتعرض له ابناء انسان ضحى بروحه في سبيل تحرير ورفعة الوطن الذي ولد وترعرع على ارضه وان كان قد حرم من الانتماء اليه بأوراق رسمية تمنحه الجنسية. حمود ناصر بعنون العنزي احد ابناء الكويت البدون الذين سلب حقهم وحق ابنائهم الانساني في الحصول على الجنسية رغم استشهاده دفاعا عن تراب هذا الوطن الغالي ومشاركته البطولية في مقاومة الغزو الصدامي الغاشم وكان شقيقه مطر قد سبقه بالاستشهاد اثناء التدريب العسكري في عام 1956. والشهيد حمود العنزي تم اسره من قبل الجيش العراقي وبعد التحرير لم يعد مع الاسرى الكويتيين والبدون الذين تم تحريرهم حتى عثر على رفاته في 15/2/2004 من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمفقودين وحملت رفاته الرقم 8015 وقد ترك وراءه تسعة ابناء هم غانم، غنام، سالم، خالد، سامي، طلال، سليمان وناصر الذي لم يراه والده واستشهد قبل ولادته اضافة الى اختهم وارملته وعندما غادروا الى الاردن اثناء فترة احتلال الكويت من اجل مطالبة منظمات حقوق الانسان باستخراج والدهم من السجون العراقية تم معاملتهم كلاجئين ولم يتمكنوا من العودة الى الكويت مرة اخرى حتى كتابة هذه السطور. تفاصيل المعاناةلقد شرح ابناء الشهيد في رسالة خاصة وجهوها الى «عالم اليوم» حالتهم والمعاناة التي يعيشون فيها قالوا خلالها في الاردن لم يفعلوا لنا شيئا وضاقت بنا الدنيا واصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة وحرمنا من التعليم والامن والعلاج والعمل وليس لدينا ثبوتيات سوى المفوضية السامية من الامم المتحدة في الاردن وعندما قابلنا المسؤولين في الاردن وشرحنا لهم قضيتنا وطلبنا مساعدتهم للعودة الى الكويت قالوا لنا يجب احضار كتاب من وزارة الخارجية الكويتية حتى يتم ترحلينا للكويت. وطالب ابناء الشهيد في رسالتهم بفزعة الاحرار لتسهيل عودتهم الى احضان الوطن الذي ضحى والدهم من اجله وعبروا عن حالهم ومأساتهم بالقول اننا نعاني قسوة الحياة وفقدان الوالد والمعيل ونكران الاهل والاحبة نعاني قسوة اليتم والحرمان وفقدان الناصر والمحب جبلت بدموعنا والحرقة في قلوبنا لقد تركنا والدنا والامل يشدوه بنصرة الوطن وان الكويت ستفي لدمائه الزكية الطاهرة باحتضان ايتامه ورعايتهم لاتركهم كلاجئين في بلاد الغربة.. هل هذا جزاء من استشهد دفاعا عن بلده؟.