مبارك محمد الهاجري 24/1/2009

جريدة الرآى 24/1/2009
أوراق وحروف / أسرة الشهيد العنزي ... يا وزير الدفاع!
بقلم/ مبارك محمد الهاجري
كنت أعتقد في ما مضى بأن موضوع أسرة الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي، والذي كان جندياً في الجيش الكويتي وتم أسره من قبل قوات الغدر العراقية عام 1990 قد انتهى، ولكن ما صدمني أن مأساتهم تراوح مكانها من دون حل أو حتى بصيص أمل لهذه الأسرة المنكوبة، وأنهم مازالوا هناك في الأردن في أوضاع بائسة لا يعلمها إلا الله - سبحانه وتعالى - أيعقل أن تضيع أسرة الشهيد بعد مغادرته دنيانا الفانية؟الشهيد حمود عثرت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين على رفاته بتاريخ 15 فبراير عام 2004 ورقم الرفات «8105»، وقد ترك الشهيد البطل خلفه لحظة استشهاده أطفالاً أيتاماً أكبرهم آنذاك في الثالثة عشرة من عمره، وقد تركوا الكويت إبان الاحتلال الغاشم متوجهين إلى الأردن بحثاً عن والدهم الذي أسره الجيش الغازي، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل، وبعد التحرير حاولوا العودة إلى الكويت، ولكن من دون جدوى فقد تنكرت الجهات الرسمية الكويتية لهذه الأسرة المشردة، والتي لا عائل لها ولا معين، وتُركت في الغربة تجر ويلات القهر والحرمان بفقدان والدهم!معالي وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك هذا نداء إنساني إليكم بفك كربة هذه الأسرة، فهي ليست كبقية الأسر، فهي أسرة جندي استشهد في الأسر على يد زبانية صدام، وهي وكما يعلم من تابع هذه القصة المحزنة من فئة «البدون»، وقد آن أوان إنهاء معاناة هذه الأسرة، وكلنا أمل بأن يعيد معالي وزير الدفاع هذه الأسرة التي فقدت عائلها إلى أرض الكويت وأن يرد إليها البسمة قريباً، وأن تحظى بالجنسية الكويتية فهي أولى وأحق بها، نظراً إلى ما قدمه فقيدها الشهيد من أعمال جليلة باستبساله ودفاعه عن بلده الكويت في وجه الغزاة المعتدين... وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟* * *قضية البدون كبرت وأصبحت ككرة الثلج والحكومة ومجلس الأمة ينظران إليها من دون أن يساهما في حلها حلاً جذرياً وبما يتوافق مع الأنظمة والقوانين، فإلى متى وهذه القضية دون حراك، فكم من صاحب حق ينتظر، وكم من أسرة تنتظر على أحر من جمر نيل حقوقها في المواطنة، فلا يعقل أن تترك مصائر عائلات كثيرة إلى المجهول، لأن زيداً أو عبيداً رفض حلحلة هذه القضية ليس حباً في الكويت وإنما حسداً من عند نفسه المريضة؟