‬نوير عبيد المطيري 24/1/2009

جريدة الشاهد اليومية 24/1/2009
كويتيون‮ ..‬لاجئون‮ ..‬منسيون‮ ‬
بقلم/نوير عبيد المطيري

والله ما اخترت الفراق وإنما‮ ... ‬حكمت علي‮ ‬بذلك الأيام‮ ‬ تختار لنا الأيام فراق أحب وأعز الناس على قلوبنا،‮ ‬وتختار لنا الأيام أن نودع من لا نقوى على فراقهم،‮ ‬وتحكم علينا الأيام أن نفترق دون اللقاء وكأن حلم اللقاء بات محالا‮. ‬هل تقوى الأم على فراق أبنائها أم تقوى الدمعة على فراق عينيها أم تقوى البسمة على فراق وجه صاحبها أم‮ ‬يقوى المحب على فراق محبوبته أم تقوى الشجرة على فراق أوراقها؟ الفراق كلمة بسيطة في‮ ‬حروفها كبيرة في‮ ‬معانيها بحر من المشاعر مصائر أمم وشعوب تقف عند هذه الكلمة‮ »‬الفراق‮«‬،‮ ‬وما أدراك ما الفراق كيف بمرء أن‮ ‬يفارق الهواء؟ كيف بطفل أن‮ ‬يفارق مكان لهوه ولعبه بين أحبابه وأقرانه بين أهله وذويه؟ فكيف كيف السبيل بك‮ ‬يا فراق أن تحكم على المحبين الفراق على المخلصين الفراق على الشهداء الفراق؟ كيف كيف تقوى على ظلم الأبطال بالفراق كيف تقوى كيف السبيل بك‮ ‬يا فراق‮ .‬ما استدرجني‮ ‬لكتابة هذه المقدمة قصة بطولية بطلها نادر في‮ ‬حبه وعطائه نادر في‮ ‬إخلاصه ووفائه وها أنا أعود من جديد لسرد قصة من عالم التضحيات وكم أنا على‮ ‬يقين أن ما سأورده وأذكره ماهو إلا قطرة في‮ ‬عرض البحر وما كتبته سابقا من قصص مشابهة ليست إلا بقلائل فلقد سبقني‮ ‬بهذا المضمار أناس متخصصون وشخصيات لا معة متخصصة بالجانب الإنساني‮. ‬بطلنا ظلم في‮ ‬سبيل ما قدمه من وسام شرف‮ ‬يشرف كل كويتي‮ ‬من تاريخ ستشهاده ويشرف كل من عاصر قصته أو حتى تسنى له سماع قصة تضحيته وأنا أعيد هذه الكلمة بملء فمي‮ ‬ظلم لا أريد أن أدعم كلامي‮ ‬بالإنسانية فلنتركها جانبا فكما أرى في‮ ‬هذه القضية الإنسانية لم تراع في‮ ‬استعطاف المسؤولين ولم‮ ‬ينظر لها بعين المسؤولية لذلك أدعوكم لأخذها بالعقل والمنطق بعد أن عجزت كلمات الاستعطاف في‮ ‬حلها أو مراعاة أبناء بطلنا الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي‮. ‬لم تفد كلمات الاستعطاف أن تعيد حق أبناء الشهيد حمود ناصر العنزي‮ ‬بإرجاع أبسط حقوقهم كمواطنيين لهم حق العودة لوطنهم،‮ ‬ففي‮ ‬1990‮/‬8‮/‬2‮ ‬شارك الشهيد في‮ ‬صد العدوان من منطلق واجبه الوطني‮ ‬وخوفه من أي‮ ‬ضرر‮ ‬يمس الكويت بسوء‮. ‬صحيح أن الشهيد كان‮ ‬يعمل رقيب أول في‮ ‬الجيش الكويتي‮ ‬ولكن كانت انطلاقة تضحيته من هيامه بمحبوبته الكويت كما ذكرت الشهيد حمود ناصر أسر من قبل قوات الجيش العراقي‮ ‬إلا أنه لم‮ ‬يعد مع الأسرى الكويتيين والبدون بعد التحرير،‮ ‬تم العثور على رفاته بتاريخ2004‮/‬2‮/‬15‮ ‬من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين رقم الرفات‮( ‬8015‮) ‬ولقد صدرت شهادة معتمدة لمن‮ ‬يهمه الأمر من مكتب الشهيد تشهد فيها بأن حمود ناصر كويتي‮ ‬بمعنى عندما دفن دفن في‮ ‬أرض وطنه وسبب استشهاده تضحيته بروحه ودمه من أجل وطنه الكويت‮. ‬والغريب أن‮ ‬يلف رفات الشهيد بعلم الكويت تشريفا له في‮ ‬حين لا‮ ‬يعترف بحق عودة أبنائه لوطنهم الكويت بل‮ ‬يبقون كلاجئين في‮ ‬الأردن‮ ( ‬الله أكبر‮ ) ‬قصة تشيب لها رؤوس البعارين لا رؤوس البشر ما كل هذا التناقض‮ ‬يا مسؤولين؟‮! ‬تناقض واضح كفرق الشرق عن الغرب كان أكبر أبناء الشهيد عندما دخلوا الأردن للمطالبة بحقوق الإنسان‮ ‬13‮ ‬عاما فتخيلوا الوضع أكبر أبنائه‮ ‬13‮ ‬عاما وهم‮ ‬9‮ ‬أبناء إضافة إلى والدتهم وماذا عساه أن‮ ‬يفعل ابن‮ ‬يبلغ‮ ‬13‮ ‬عاما لا‮ ‬يدرك الأمور طالبت أسرة الشهيد باستخراج والدهم من السجون العراقية إلا أن الأخوان فضلوا رفع شعار الصمت سيد الموقف دون مساعدة أسرة الشهيد حمود ناصر ولو أن مثل هذه الأسرة الأردنية وجدت في‮ ‬الكويت في‮ ‬نفس الظروف لتم تسهيل ترحيلها إلى الأردن والأدهى أنه تم الترحيب بعودة العلاقات الكويتية الأردنية بكل رحابة صدر في‮ ‬حين قضية أسرة شهيدنا ظلت عالقة في‮ ‬الأردن دون أي‮ ‬حراك من المسؤولين لا لشيء سوى لشيء واحد وهو أن الشهيد حمود ناصر العنزي‮ ‬من الكويتيين البدون وماذا إذن ألا‮ ‬يكفيكم‮ ‬يا مسؤولين أنه ضحى من أجل الكويت وتم إصدار شهادة من مكتب الشهيد‮ ‬يعترف فيها بأنه أحد الشهداء؟ ألا‮ ‬يكفيكم برقية التعزية من سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله لعائلة الشهيد؟ ألا‮ ‬يكفيكم كيف تبقى أسرة شهيد الكويت حمود العنزي‮ ‬إلى الآن دون العودة للكويت محروميين من حق التعليم والأمن والعلاج والعمل؟ والمصيبة لا إثبات لهم سوى المفوضية السامية من الأمم المتحدة في‮ ‬الأردن وما كان من المفوضية إلا الرد الآتي‮: »‬يجب إحضار كتاب من وزارة الخارجية الكويتية حتى‮ ‬يتم ترحيلكم للكويت‮« »‬حالينها الأخوان‮« ‬كيف بهم أن‮ ‬يأتوا بكتاب من وزارة الخارجية الكويتية وهم عندكم ضيوف‮ ‬يا ضيوف العقل والمنطق ولو‮ ‬يتسنى لهم‮ ‬إحضار كتاب من وزارة الخارجية ما طلبوا منكم تسهيل أمور ترحيلهم أو بقوا عندكم برهة واحدة‮. ‬أختم مقالي‮ ‬هذا بالمقولة الآتية‮ : ‬إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك‮.‬