نوير عبيد المطيري 26/2/2009


جريدة الشاهد اليومية 26/2/2009
يا أعدل ‬الناس
بقلم/نوير عبيد المطيري
قال المتنبي‮: ‬يا أعدل الناس إلا في‮ ‬معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم‮
‬أعيذها نظرات منك صادقة‮
‬أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

العدل هو الإنصاف ولسان الحق لا بد من توظيفه في‮ ‬موضعه السليم إما ما‮ ‬يتغنى به من تفعيل الحق والتلون بادعاءات مفتعلة لإحساسنا بالمواطنة الحقة للاستحواذ على العواطف الوطنية بمراتبها الأولى فهذا ما‮ ‬يسمى بالافتراء فهو النفاق بأم عينيه‮.‬في‮ ‬تاريخ‮ ‬21‮ ‬فبراير الجاري‮ ‬تم إجراء مناظرة بين د‮. ‬فارس الوقيان الاستاذ في‮ ‬مركز الدراسات الاستراتيجية في‮ ‬جامعة الكويت وبين م‮. ‬خليفة الخرافي‮ ‬العضو في‮ ‬المجلس البلدي‮ ‬في‮ ‬تمام الساعة العاشرة مساء على الهواء مباشرة‮ ‬على فضائية‮ »‬الوطن‮« ‬الكويتية وكان موضوع الحوار حول ملف التجنيس،‮ ‬ولقد تم عرض مثالين من أمثلة الظلم الإنساني‮ ‬للكويتيين البدون أولهما لأبناء‮ ‬الشهيد حمود ناصر العنزي‮ ‬وثاني‮ ‬مثال كان للمعتقل بسجن الإبعاد السجين بلا تهمة أحمد مشاري‮ ‬الشمري،‮ ‬الذي‮ ‬تم‮ ‬توقيفه في‮ ‬العام‮ ‬2004،‮ ‬أحمد الشمري‮ ‬لم‮ ‬يتعرض لأي‮ ‬محاكمة عادلة،‮ ‬بل كانت محاكمته،‮ ‬هي‮ ‬بالزج به في‮ ‬سجن الإبعاد بتهمة شراء جواز‮ ‬يمني‮ ‬مزور،‮ ‬المعتقل أحمد الشمري‮ ‬لم‮ ‬يعرض على القضاء بل ظل مرميا بسجن الإبعاد مدة‮ ‬4‮ ‬سنوات،‮ ‬أما أبناء الشهيد حمود ناصر العنزي‮ ‬فوالدهم ضحى بدمه وروحه في‮ ‬سبيل وطنه الكويت،‮ ‬وكان جزاء‮ ‬أبنائه النكران وعدم الاعتراف بهم كأبناء الكويت،‮ ‬بل‮ ‬ظلوا عالقين في‮ ‬الأردن كلاجئين،‮ ‬حمود ناصر العنزي‮ ‬شهيد كويتي‮ ‬حمل رقم الرفات‮ ‬8015‮ ‬وفي‮ ‬2‮ / ‬8‮ / ‬1990‮ ‬شارك في‮ ‬صد العدوان العراقي،‮ ‬وهو شهيد معترف به من قبل مكتب الشهيد وتم إرسال برقية تعزية من قبل الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله في‮ ‬حين ان أبناءه لا‮ ‬يعترف بهم ككويتيين،‮ ‬لماذا هذا التناقض‮! ‬يا لها من مسألة نقدية فاشلة‮. ‬وكانت ردود م‮. ‬خليفة الخرافي‮ ‬غيرمقنعة لأنه من أكبر الشخصيات المعارضة لهذه القضية،‮ ‬وما لفت انتباهي‮ ‬رده على أستاذي‮ ‬د‮. ‬فارس الوقيان بهذه العبارة بعد أن تمت محاصرته بتقصير الحكومة في‮ ‬حق أبناء الشهيد حمود ناصر العنزي‮ ‬كان رده كالآتي‮: »‬إذا كان هذا الكلام مؤكداً‮ ‬ومعتمداً‮ ‬كشهيد واجب فمن حقهم الجنسية الكويتية الليلة وعودتهم الى الكويت‮«‬،‮ ‬في‮ ‬حين سبق هذه العبارة تجريح وإهانة لأخواننا وما‮ ‬يعجب هو ما ذكره بأن كل الكويتيين البدون من أصول عراقية،‮ »‬عجبي‮« ‬وماذا إذن كانت إمارة الكويت قبل تكوينها ككيان سياسي‮ ‬بالشكل الحديث؟ لقد كانت‮ ‬أرضاً‮ ‬خالية‮ ‬غير مستوطنة اعتمدت في‮ ‬بدايات تكوينها على الهجرات الخارجية والنزوح من شبه الجزيرة العربية ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن العراق‮.‬رسالة أخيرة من قلمي‮ ‬على خد الورق لأصحاب النفوس المتغطرسة تجاه هذه القضية وهي‮ ‬قضية الكويت الأولى‮: ‬الكويت‮ ‬اعتادت منذ زمن بعيد فتح أيديها وأراضيها لجميع صنوف البشر للأغراب قبل الأقارب والأحباب،‮ ‬فما بالكم بأبنائها؟ الكويت لنا جميعا،‮ ‬الكويت ليست قصورا للعائلات الكبرى وأبناء السور فقط دون سواهم،‮ ‬فالكويت لنا جميعا‮.‬