حمد نايف العنزي 9/6/2009

جريدة الجريدة 9/6/2009
أهكذا يكون الجزاء يا وطني؟!
بقلم /حمد نايف العنزي

أن تموت شهيدا في سبيل عزة وطنك، وأن تسيل دماؤك قطرة قطرة على أرضه فداء له، فهذا يعني أنك بلغت الحد الأقصى من الولاء والحب لهذا الوطن، وأن يتجاهلك الوطن فلا يهتم أو يكترث لما قدمته في سبيله، فهذا يعني أن وطنك إما مصاب بفقدان الذاكرة وإما أنه لا يستحق قطرة دم واحدة بذلتها لأجله!
والحكاية أنه كلما وصلتني رسالة من «خالد» ابن الشهيد ناصر العنزي تشكو حاله وحال إخوته السيئة في الأردن، شعرت بغصة في القلب، ووخز في الضمير، وعجز تام عن تقديم الواجب الذي تستحقه روح أبيهم الطاهرة، وتساءلت بحرقة: أهكذا يكون جزاء الشهيد يا وطني؟!
والمؤسف أنني لست أول من يكتب عن هذا الموضوع، فقد كتب العديد من الزملاء، وعلى مدى عام كامل عن المأساة الإنسانية التي تعيشها هذه الأسرة، وكنت أحسب مع كل مقال ينشر أن تطورا إيجابيا سيطرأ على حالهم، وأن هناك من سيهتم بإيجاد حل لهذه المشكلة التي وقعوا فيها وهم أطفال صغار دون ذنب ارتكبوه، سوى استشهاد أبيهم على هذه الأرض ومن أجلها!
لكن شيئا من هذا لم يحدث أبدا، رغم الكم الهائل من المطالبات والاستغاثات التي أطلقها الزملاء والتي تجعل الحجر الأصم يرق ويحس ويتأثر ليقوم بواجبه نحو من يستحقون أن يعيشوا بيننا معززين مكرمين يرفعون رؤوسهم بفخر لما صنعه والدهم الشهيد.
ومع إيماني المطلق بأنه لا حياة لمن تنادي، وأن قلوب بعض المسؤولين قد أصيبت بالتبلد وانعدم الإحساس والشعور بها منذ أزمان، وأن الأنانية أصبحت سمة من سماتهم الخالصة، فإنني أجد لزاما عليّ أن أذكّر لعل الذكرى تنفعهم، وتنفع من ينتظر المعونة هناك بعيدا بفارغ الصبر.
إليكم رسالة خالد العنزي كما وردتني حرفيا:
«نحن أبناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي الذي استشهد دفاعاً عن الكويت، نطلب فزعة الأحرار لتسهيل عودتنا للكويت، حيث إننا نعيش الآن كلاجئين في الأردن.
وهذه قصتنا: في يوم 2/8/1990 شارك والدنا في صد العدوان العراقي مع زملائه في الجيش الكويتي وتم أسره في ذلك، وقد عثر على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بتاريخ 15/2/2004 رقم الرفات (8105) عندما أسر والدنا كنا صغاراً أكبرنا يبلغ 13 عاماً، دخلنا الأردن كلاجئين أثناء احتلال الكويت من أجل مطالبة حقوق الإنسان في الأردن باستخراج والدنا من السجون العراقية، ولكن للأسف لم يفعلوا شيئاً، حتى ضاقت علينا الدنيا وأصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة، فلم نتمكن من العودة للكويت والآن نحن محرومون من التعليم والأمن والعلاج والعمل.
علما بأننا قابلنا أحد المسؤولين في الأردن وشرحنا له قصتنا طالبين العودة للكويت وقال: «يجب إحضار كتاب من وزارة الخارجية الكويتية حتى يتم ترحيلنا للكويت»، إننا نعاني قسوة الحياة وفقد الوالد والمعيل ونكران الأهل والأحبة، نعاني قسوة اليتم والحرمان وفقدان الناصر والمحب، نبيت والدمعة على خدنا والحرقة في قلوبنا فهل هذا جزاء من استشهد دفاعا عن بلده؟ لقد تركنا والدنا والأمل «يشدوه» بنصرة ووفاء الكويت لدمائه الزكية الطاهرة باحتضان أيتامه ورعايتهم لا تركهم كلاجئين في بلاد الغربة!'.
أبناء الشهيد للمزيد من المعلومات والاطلاع على الأوراق الرسمية الرجاء الدخول إلى الموقع الرسمي للشهيد:

البريد الإلكتروني saalm_9090@hotmail.com