مبارك محمد الهاجري 8/6/2009

جريدة الراي 8/6/2009
سمو الرئيس... أيتام الجندي الشهيد في الغربة!
بقلم/مبارك محمد الهاجري

قضية البدون يجب أن تُحسم وبسرعة، بوضع النقاط على الحروف، بدلاً من الدخول في مساومات لا نهاية لها، وعلى حساب عائلات، أصبح مصيرها معلقاً بين السماء والأرض بسبب المزاجية التي تُدار بها هذه القضية، والتي أصبحت تشكل هاجساً للكويت في المحافل الدولية!
هناك كثيرون ممن تنطبق عليهم الشروط لنيل الجنسية الكويتية، وعلى رأسهم العسكريون ممن خدموا أعواماً طوالاً، وهناك أيضاً الذين خدموا في القطاع النفطي منذ خمسينات القرن الماضي، ولديهم إحصاء العام 1965، ولديهم أيضاً أوراق رسمية منذ أيام الروبية والعلمين! والسؤال: هل سنجد تجاوباً واسعاً مع هذه القضية، من قبل الحكومة ومجلس الأمة، وبذلك نكون قد أنصفنا الذين يستحقون، أم أن هذه القضية ستعود من حيث أتت، إلى المربع الأول؟

* * *
هل نعتبر طناش وزارة الدفاع لنداءات عائلة الشهيد حمود ناصر العنزي، استهتاراً بالقيم الإنسانية، وغمطاً لحقوق الشهيد؟ كتبنا في هذه الزاوية مقالين من قبل عن أسرة الشهيد المقيمة في الأردن رغماً عنهم، وهذه الثالثة، فهل من مجيب؟
ونحن هنا نخاطب صاحب القلب الكبير سمو رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد بأن يجعل لهذا العائلة نصيباً من اهتمامه، فهذه الأسرة كانت في الكويت، وعائلها الشهيد يعمل جنديا في الجيش الكويتي، وهو من فئة البدون، وعندما حدث الغزو الآثم، تم أسره وبعدها استشهد في الأسر، وقد طرقت زوجته وأطفالها الأبواب كافة لعلها تعرف خبراً يطمئنها عنه، ولكن من دون جدوى، وهو ما حداها لأن تغادر الكويت أثناء الاحتلال العراقي، إلى الأردن لمعرفة أخبار أسيرها، ويا ليتها لم تغادر فقد كتب على هذه الأسرة المكوث في الأردن، وسط تخاذل واضح ومخجل من جهاتنا الرسمية، والتي لم تكلف نفسها، إعادة أسرة الشهيد الجندي العنزي للكويت كرامة له، ولكن ما حصل، هو العكس، فقد ضاع أبناء الشهيد الصغار الأيتام آنذاك في تلك الديار، وباتوا يستجدون الناس بحثاً عن لقمة عيش! فلا وطن يأويهم، ولا أحد من مسؤولي وزارة الدفاع الكويتية سأل عنهم!
ألهذه الدرجة انعدمت الإنسانية في بعض المسؤولين ليتركوا عائلة شهيد، وليست كأي عائلة، في المنفى شريدة لا تعرف لها مقراً ولا مستقراً! كلنا أمل، بل وثقة بأن صاحب القلب الكبير سمو الشيخ ناصر المحمد لن يترك أسرة الشهيد حمود ناصر العنزي، وأنه سيكون لها الأب الرحيم بعد فقدان عائلها، وسيدخل السرور إليها بعد طول معاناة دامت 19 عاماً!
ملاحظة: للشهيد حمود ناصر العنزي ملف في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين ويحمل الرقم (8105) وقد عُثر على رفاته بتاريخ 15 فبراير 2004.
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي