خالد العنزي 11/7/2009

انترويلان 11/7/2009
بلادي‮ ‬وان جارت عليّ
بقلم / خالد حمود ناصر بعنون العنزي‮
بسم الله،‮ ‬وعلى بركة الله‬انقل إلى الكويت مأساة لا تزال قائمة تحتاج إلى من‮ ‬ينهيها ويضع حداً‮ ‬لها (( بلادي‮ ‬وان جارت عليّ‮ ‬عزيزة وأهلي‮ ‬وإن ضنوا عليّ‮ ‬كرام ))ان لم‮ ‬يوجد عدل فلن توجد رحمة‮.‬علمنا والدنا أن التضحية والفداء من أجل الوطن نبل وشرف وبسالة‮.‬علمنا أن الوطن هو الأب وهو الأم وهو الاخوة والأخوات‮.‬علمنا أن أجمل الحروف كاف وواو وياء وتاء‮.‬علمنا أن القلب إذا نبض أحيا الوطن وأن الدمع إذا سال سقى الوطن‮.‬ ولم‮ ‬يكتف والدنا حمود ناصر بعنون العنزي‮ ‬بالقول في‮ ‬أعقاب الثاني‮ ‬من أغسطس من العام‮ ‬1990،‮ ‬بل قاتل مثلما كان كل مواطن كويتي‮ ‬يدافع عن وطنه،‮ ‬لاسيما أن عمنا مطر ناصر بعنون العنزي‮ ‬استشهد في‮ ‬العام‮ ‬1956‮ ‬أثناء التدريب العسكري‮ ‬ليكون ممن‮ ‬يحملون شرف حماية الوطن ولكن كان له شرف الاستشهاد أثناء التدريب‮.‬نحن كويتيون،‮ ‬دمنا الكويت،‮ ‬انفاسنا الكويت،‮ ‬طفولتنا الكويت،‮ ‬ذكرياتنا الكويت،‮ ‬ووطننا الكويت،‮ ‬لا وثيقة ولا ورقة تثبت أننا كويتيون أكثر من روح والدنا التي‮ ‬ضحى بها من أجل الكويت ودمه الذي‮ ‬فدى به الكويت،‮ ‬لا‮ ‬يحمل أي‮ ‬منا أي‮ ‬اثبات بأننا كويتيون سوى قلب‮ ‬يخفق بحب الكويت وينادي‮ ‬قلوب الكويتيين الأحرار الشرفاء ويطالب المسؤولين الكويتيين بأن‮ ‬ينجدوا أبناء وطنهم‮ .‬قصتنا تحكي‮ ‬معاناة عائلة كويتية مكونة من‮ ‬8‮ ‬أبناء وشقيقتهم ووالدتهم‮.‬الأب كان المسؤول عنهم وكان العطوف عليهم وفي‮ ‬8‮/‬2‮ ‬شارك في‮ ‬صد العدوان،‮ ‬لكنه وقع أسيرا في‮ ‬أيدي‮ ‬العدو وتعرض للتعذيب حتى‮ ‬يخبر عن زملائه الضباط ويفشي‮ ‬أسرار الجيش لكنه قاوم وصبر حتى نال الشهادة وخرجت روحه تعانق العزة والكرامة والشرف بعد فترة أسر في‮ ‬العراق‮.‬فماذا تفعل عائلة من دون قائدها ومعيلها،‮ ‬لقد خرجنا نبحث عنه خلال أسره في‮ ‬العراق وذهبنا إلى الأردن نطالب منظمات حقوق الإنسان بفك أسره الى ان جاءنا خبر استشهاده والعثور على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بتاريخ‮ ‬2004‮/‬2‮/‬15،‮ ‬وتلقينا برقية عزاء من سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله عندما كان ولياً‮ ‬للعهد،‮ ‬ولم نكن نعلم أننا لم نخسر والدنا فقط،‮ ‬بل خسرنا كذلك العودة الى وطننا،‮ ‬الى أهلنا،‮ ‬إلى بيتنا‮.‬انها مصيبة،‮ ‬بل فاجعة،‮ ‬أولاها استشهاد والدنا،‮ ‬وثانيها عدم تمكننا من العودة إلى بلادنا،‮ ‬وكانت بداية المعاناة والمأساة والشقاء لعائلتنا المكونة من‮ ‬غانم،‮ ‬وغنام وسالم وخالد وسامي‮ ‬وطلال وسليمان وناصر وشقيقتنا ووالدتنا،‮ ‬فنحن لا نحمل سوى شهادات ميلادنا الكويتية وعقد زواج والدنا وأمنا وشهادة وفاة والدنا وجدنا وشهادة أسر من الصليب الأحمر وورقة اعتراف من مكتب الشهيد الكويتي‮ ‬تثبت أن والدنا شهيد معتمد لديهم ولكن كل هذه الوثائق لم تكف للسماح لنا بالعودة إلى أحضان وطننا ومسقط رأسنا‮.‬ليس هذا فحسب،‮ ‬بل ان عائلتنا حرمت من أدنى الحقوق الإنسانية،‮ ‬حرمت من الاستقرار والتعليم والعلاج والعمل وكل ما‮ ‬يعينها على مجابهة ظروف الحياة القاسية ولعل أكثر ما سبب لنا الألم وأفاض الدموع من اعيننا مرض أمنا وهي‮ ‬ما تبقى لنا في‮ ‬هذه الحياة،‮ ‬وعدم قدرتنا على توفير العلاج لها وتأمينها في‮ ‬أي‮ ‬مركز صحي‮ ‬حيث تعاني‮ ‬من أمراض الضغط والسكري،‮ ‬وانسداد شرايين القلب وكل هذه الويلات لم تدم عاماً‮ ‬أو عامين‮ ‬فقط،‮ ‬ولكنها دامت‮ ‬18‮ ‬عاماً‮.‬يا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد،‮ ‬ويا سمو ولي‮ ‬العهد الشيخ نواف الأحمد ويا شعبنا الكويتي،‮ ‬ويا وطننا الغالي‮ ‬الكويت كويت المحبة كويت السلام كويت العطاء نحن أبناؤكم نعاني‮ ‬ونقاسي‮ ‬المر ولم‮ ‬يتبق لنا بعد الأمل في‮ ‬الله تعالى سبيل للخلاص من معاناتنا وويلاتنا وقلة حيلتنا سوى الموت‮.‬فهل من أحد‮ ‬ينجينا؟