مرضي العياش 13 /7 / 2009

جريدة الرؤية 13 /7 / 2009
هل من أحد يُنجيهم!
بقلم / مرضي عبيد العياش

انقل إليكم مأساة أسرة أحد الشهداء التي تحتاج إلى من يُنقذها، بقلم ابن الشهيد: «لم يكتف والدنا حمود ناصر العنزي بالقول في أعقاب الثاني من أغسطس من العام 1990، بل قاتل مثلما كان كل مواطن كويتي يدافع عن وطنه، لاسيما أن عمنا مطر ناصر العنزي استشهد في العام 1956 أثناء التدريب العسكري ليكون ممن يحملون شرف حماية الوطن ولكن كان له شرف الاستشهاد أثناء التدريب. نحن كويتيون، دمنا الكويت، انفاسنا الكويت، طفولتنا الكويت، ذكرياتنا الكويت، ووطننا الكويت، لا وثيقة ولا ورقة تثبت أننا كويتيون أكثر من روح والدنا التي ضحى بها من أجل الكويت ودمه الذي فدى به الكويت، لا يحمل أي منا أي اثبات بأننا كويتيون سوى قلب يخفق بحب الكويت وينادي قلوب الكويتيين الأحرار الشرفاء ويطالب المسؤولين الكويتيين بأن ينجدوا أبناء وطنهم. قصتنا تحكي معاناة عائلة كويتية مكونة من 8 أبناء وشقيقتهم ووالدتهم. الأب كان المسؤول عنهم وكان العطوف عليهم وفي 2 أغسطس شارك في صد العدوان، لكنه وقع أسيرا في أيدي العدو وتعرض للتعذيب حتى يخبر عن زملائه الضباط ويفشي أسرار الجيش لكنه قاوم وصبر حتى نال الشهادة وخرجت روحه تعانق العزة والكرامة والشرف بعد فترة أسر في العراق. فماذا تفعل عائلة من دون قائدها ومعيلها، لقد خرجنا نبحث عنه خلال أسره في العراق وذهبنا إلى الأردن نطالب منظمات حقوق الإنسان بفك أسره الى ان جاءنا خبر استشهاده والعثور على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بتاريخ 15 فبراير 2004، وتلقينا برقية عزاء من سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله عندما كان ولياً للعهد، ولم نكن نعلم أننا لم نخسر والدنا فقط، بل خسرنا كذلك العودة الى وطننا، الى أهلنا، إلى بيتنا. انها مصيبة، بل فاجعة، أولاها استشهاد والدنا، وثانيها عدم تمكننا من العودة إلى بلادنا، وكانت بداية المعاناة والمأساة والشقاء لعائلتنا المكونة من غانم، وغنام وسالم وخالد وسامي وطلال وسليمان وناصر وشقيقتنا ووالدتنا، فنحن لا نحمل سوى شهادات ميلادنا الكويتية وعقد زواج والدنا وأمنا وشهادة وفاة والدنا وجدنا وشهادة أسر من الصليب الأحمر وورقة اعتراف من مكتب الشهيد الكويتي تثبت أن والدنا شهيد معتمد لديهم ولكن كل هذه الوثائق لم تكف للسماح لنا بالعودة إلى أحضان وطننا ومسقط رأسنا. ليس هذا فحسب، بل ان عائلتنا حرمت من أدنى الحقوق الإنسانية، حرمت من الاستقرار والتعليم والعلاج والعمل وكل ما يعينها على مجابهة ظروف الحياة القاسية، ولعل أكثر ما سبب لنا الألم وأفاض الدموع من اعيننا مرض أمنا وهي من تبقى لنا في هذه الحياة، وعدم قدرتنا على توفير العلاج لها وتأمينها في أي مركز صحي حيث تعاني من أمراض الضغط والسكري، وانسداد شرايين القلب وكل هذه الويلات لم تدم عاماً أو عامين فقط، ولكنها دامت 18عاما. يا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ويا سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ويا شعبنا الكويتي، ويا وطننا الغالي الكويت كويت المحبة كويت السلام كويت العطاء نحن أبناؤكم نعاني المر ولم يتبق لنا بعد الأمل في الله تعالى سبيل للخلاص من معاناتنا وويلاتنا وقلة حيلتنا سوى الموت...فهل من أحد ينجينا؟». هذا مقال خالد (ابن الشهيد) منقول من موقع «انتر ويلان» يحطم كل قلب، حتى من لا قلب له.. ليس لدي أي إضافة بعد مقال صاحب الشأن سوى أن أرجو أهل القلوب الكبيرة من حكومتنا لحل معاناة هذه الأسرة.