خالد العنزي للشاهد 9/9/2009

جريدة الشاهد 9/9/2009
يعيشون على الفتات ووالدتهم مصابة بأمراض خطيرة منذ‮ ‬18‮ ‬عاماً
أبناء الشهيد العنزي‮ ‬الـ‮ ‬9‮ ‬يستصرخون ضمائر أهل الكويت لينتشلوهم من جحيم الاغتراب
بقلم / خالد حمود ناصر العنزي
علمنا والدنا ان التضحية والفداء من اجل الوطن نبل وشرف وبسالة،‮ ‬علمنا ان الوطن هو الاب هو الام هو الاخوة والاخوات،‮ ‬علمنا ان اجمل الحروف كاف وواو وياء وتاء وعلمنا ان القلب اذا نبض احيا الوطن بان الدمع اذا سال اسقى الوطن،‮ ‬وان الروح والجسد بلا وطن بلا هوا ولا نبض ولا انفاس واذا ما فنيت الروح وتفتت الجسد فلا‮ ‬غير الوطن‮ ‬يستحق التضحيات‮.‬لم‮ ‬يكتف والدنا حمود ناصر بعنون العنزي‮ ‬بالقول حتى‮ ‬1990‮/‬8‮/‬2‮ ‬حين باسل وقاتل مثلما كان كل مواطن كويتي‮ ‬مدافع عن وطنه بشرف،‮ ‬لاسيما ان عمنا مطر ناصر بعنون العنزي‮ ‬قد استشهد عام‮ ‬1956‮ ‬اثناء التدريب العسكري‮ ‬ليكون ممن‮ ‬يحملون شرف الدفاع عن الوطن ولكن كان له شرف الاستشهاد اثناء التدريب‮. ‬علمنا والدنا وعلمنا ومن نعلم نحن؟ نحن كويتيون دمنا الكويت،‮ ‬انفاسنا الكويت،‮ ‬طفولتنا الكويت،‮ ‬ذكرياتنا الكويت،‮ ‬ووطنا الكويت لا وثيقة ولا ورقة تثبت اننا كويتيون اكثر من روح والدنا الذي‮ ‬ضحى بها من اجل الكويت ودمه الذي‮ ‬فدى به الكويت،‮ ‬لا‮ ‬يحمل اي‮ ‬منا اي‮ ‬اثبات باننا كويتيون سوى قلباً‮ ‬يخفق بحب الكويت وينادي‮ ‬قلوب الكويتيين الاحرار الشرفاء‮ ‬يسأل المسؤولين الكويتيين ان‮ ‬ينجدوا ابناء وطنهم،‮ ‬يحكي‮ ‬قصة كويتية من الحزن والمأساة والظلم بما فيه الكفاية‮. ‬قصتنا تحكي‮ ‬معاناة عائلة كويتية مكونة من‮ ‬8‮ ‬كويتيين وشقيقتهم ووالدتهم وكان المعيل لهذه الاسرة هو الاب،‮ ‬كان المسؤول عنهم كان العطوف الحنون وفي‮ ‬1990‮/‬8‮/‬2‮ ‬شارك والدنا بصد العدو الغاشم ولكنه وقع اسيراً‮ ‬بين ايدي‮ ‬العدو وتعرض للتعذيب والاذلال والمهانة حتى‮ ‬يخبر عن زملائه الضباط ويفشي‮ ‬اسرار جيشه الكويتي،‮ ‬ولكنه كويتي‮ ‬اصيل قاوم وصبر وتحمل حتى استشهد وخرجت روحه لتعانق العزة والكرامة والشرف،‮ ‬وعندما كان اسيراً‮ ‬في‮ ‬الكويت تم نقله الى العراق فماذا تفعل العائلة دون معيلها ووليها،‮ ‬فخرجنا نبحث عنه خلال اسره في‮ ‬العراق خرجنا الى الاردن لمطالبة منظمات حقوق الانسان هناك بفك اسر والدنا من السجون العراقية حتى جاءنا خبر استشهاده والعثور على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى بتاريخ‮ ‬2004‮/‬2‮/‬15‮ ‬واخذ الرفات رقم‮ »‬8015‮« ‬ولقد جاءنا العزاء ببرقية من سمو الامير الراحل الشيخ سعد العبدالله رحمه الله عندما كان ولياً‮ ‬للعهد آنذاك،‮ ‬ولم نكن نعلم خلال تلك الظروف الصعبة اننا لم نخسر والدنا فقط بل اننا لن نستطيع العودة الى وطننا،‮ ‬الى اهلنا،‮ ‬الى بيتنا،‮ ‬انها مصيبة بل فاجعة اولاً‮ ‬استشهاد والدنا وثانيا عدم تمكننا من العودة الى بلادنا،‮ ‬ولكنها كانت فقط البداية مع المعاناة والمأساة والشقاء‮.‬ان افراد عائلتنا‮: ‬غانم،‮ ‬غنام،سالم،‮ ‬خالد،‮ ‬سامي،‮ ‬طلال،‮ ‬سليمان،‮ ‬ناصر،‮ ‬وشقيقتنا ووالدتنا جميعنا لا نحمل سوى شهادات ميلادنا الكويتية وعقد الزواج لوالدنا وامنا وشهادة وفاة لوالدنا وجدنا وشهادة اسر من الصليب الاحمر وورقة اعتراف من مكتب الشهيد الكويتي‮ ‬بأن والدنا معتمد لديهم كشهيد‮.‬ولكن كل هذه الوثائق لا تسمح لنا بالعودة الى احضان وطننا ومسقط رأسنا،‮ ‬وليس هذا فحسب بل ان عائلتنا قد حرمت من ادنى الحقوق الانسانية حرمت من الاستقرار والتعليم والعلاج والعمل وكل ما‮ ‬يعينها على مجابهة ظروف الحياة القاسية ولعل اكثر ما سبب لنا الالم وفيض الدموع من اعيننا مرض امنا وهي‮ ‬ما تبقى لنا في‮ ‬هذه الحياة،‮ ‬وعدم قدرتنا على توفير العلاج لها وتأمينه في‮ ‬أي‮ ‬مركز صحي،‮ ‬حيث تعاني‮ ‬من امراض الضغط والسكري‮ ‬وانسداد في‮ ‬شرايين القلب،‮ ‬وكل هذه الويلات ليست لعام او عامين بل دامت لـ‮ ‬18‮ ‬عاماً‮.‬يا أهل الكويت ويا وطننا الغالي‮ ‬الكويت كويت المحبة كويت السلام كويت العطاء نحن ابنائكم نعاني‮ ‬ونقاسي‮ ‬المر ولم‮ ‬يتبق لنا بعد الامل بالله سبحانه وتعالى سبيلاً‮ ‬للخلاص من معاناتنا وويلاتنا وقلة حيلتنا سوى الموت‮.‬فهل من احد‮ ‬ينجينا‮!‬
خالد حمود ناصر العنزي (‬نجل الشهيد) - ‬الأردن