أوراد الصباح 8/11/2006

8/11/2006
وأيضا... الشهداء البدون
بقلم الشيخة/أوراد جابر الأحمد الصباح

كتبت في مقال سابق بعنوان «بالله عليكم اي منزلة أكبر من الشهادة؟» وذلك بعد لقائي بعدد من اهالي الشهداء الاسرى البدون الذين يعانون من قسوة الاجراءات التي فرضت على فئة البدون عامة,,, ولم يستثن اهالي الشهداء من تلك الاجراءات الصارمة, وها انا اكتب مرة اخرى مجبرة عن الشهداء البدون,,, ففي مطلع هذا الاسبوع اعلن عن استشهاد كوكبة من الشهداء الاسرى الذين نتمنى ان يتقبلهم الله بقبول حسن ويجزيهم الفردوس الاعلى مع الانبياء والصديقين.ولكن ما لفت انتباهي عندما اعلن عن استشهادهم في نشرة الاخبار الرئىسية هو انه لم يذكر جنسية اي منهم! فقط ذكر تاريخ الميلاد,,, فاعتقدت انهم جميعا من الجنسية الكويتية ولكن عندما طالعنا الصحف في اليوم التالي,,, اكتشفت ان اثنين منهم من البدون,,,!تبادر اكثر من سؤال الى ذهني عن عدم الاعلان عن جنسياتهم,,, هل السبب هو الاحراج عن اعلان شهداء جدد من فئة البدون في ظل الظروف السيئة التي فرضت عليهم من قبل الحكومة؟ ام السبب هو ان الكثير بات يتساءل عن مصير اهالي هؤلاء الاسرى الشهداء؟ ام ان احسنا الظن هي بشارة خير للاهالي واعتبار شهداء البدون كويتيين ومنحهم الجنسية الكويتية؟ اتمنى ان يكون التساؤل الاخير هو الصواب,,, والسبب في كتابتي لهذا المقال هو الشعور بالغبن والتناقض في هذه المواقف المخزية مع المحزنة في آن واحد,,.المشهد الاول: النائب الاول لرئىس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد الصباح يحمل جثامين الشهداء بفخر واعتزاز معزيا نفسه واهاليهم باستشهاد هؤلاء الابطال الذين يلفهم علم الكويت ويصلي عليهم صلاة الجنازة لا فرق بين احد من هؤلاء الشهداء,,
والمشهد الثاني: عزاء النساء لشهيد بدون لا توجد فيه زوجته ولا اولاده الثمانية والسبب ان الزوجة في الاردن مع ابنائها ولا تستطيع دخول الكويت لأنها (بدون)! هناك في المقبرة جنازة مهيبة للشهداء يتقدمهم والدهم الشيخ نواف (صاحب القلب الكبير) مهنئا باستشهاد ابنائهم,,, رافعين رؤوسهم ومفتخرين ببطولاتهم,,, تلك هي الكويت تلك الدولة الصغيرة بحجمها الكبيرة برجالها وهنا في العزاء,,, طأطأت رأسي خجلا من الحال المتردية لاهالي الاسرى الشهداء البدون ولا يسعني في الختام الا ان اشكر شقيق الشهيد محمد الدويلة في تصريحه للصحافة عند الاعلان عن استشهاد اخيه طالبا من المسؤولين ألا يفرقوا بين شهيد كويتي وشهيد بدون .وهنا اتذكر ابياتا شعرية كتبتها ابنة شهيد بدون عن معاناة اهالي الشهداء البدون:

لو ان ابونا قبل تأتي الشهادة
يدري بأوضاع البلد كان ما مات
صرنا فئات وما لقينا الإفادة
حنا انظلمنا مير ما من مروات
شنو الثمن اللي تبونه زيادة
شكثر من الروح العزيزة شعارات
هل يسمع اللي غارقن بالسعادة
اللي حياته صاخبة بالمسرات
منهو يوصل كلمتي للقيادة
منهو يقول انا لنا فيك هقوات
لحنا من المريخ ولا للإبادة
ولحنا عرب ولايهود الولايات
إما حسم الموضوع بفهم وجلاده
أو حكم التاريخ في كل ما فات