ضاري الشريدة 16/04/2008

جريدة العالم اليوم 16/04/2008
من أبناء الشهيد حمود العنزي
بقلم/ ضاري الشريدة


يقول الله في كتابه العزيز: ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)) آل عمران – 169. لقد وصلتني رسالة عبر البريد الألكتروني، فحواها الحزن الشديد والألم الكبير، وفي طياتها دموع وعبرات يلتمسها كل من يطلع على هذه الرسالة، إنها رسالة مؤلمة أرسلتها أسرة الشهيد حمود ناصر العنزي، الذي أسرته قوات الغدر في أول أيام الغزو العراقي الغاشم، فأصبح في عداد الأسرى والمفقودين مع إخواننا وأبنائنا، ولم يسمع أحد بنبأ استشهاده إلا عندما تم العثور على رفاته في عام 2004.في الحقيقة لا خوف على الشهيد، لأنه غادر الدنيا متوجها إلى ربه، وإلى التكريم الذي وعد الله به الشهداء، فقال: (( فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) آل عمران – 170، ولكن الخوف الحقيقي هو على أفراد أسرته العالقة في الأردن، فهم عشرة أفراد لا يحملون أي إثباتات أو جوازات سفر، وليس لديهم سوى صورة من عقد زواج والدهم، وشهادات ميلادهم الكويتية، وشهادة لمن يهمه الأمر صادرة عن مكتب الشهيد.إنهم عشرة أشخاص يستصرخون الضمائر الإنسانية بضرورة النظر في قضيتهم وتخليصهم من وضعهم الحالي السيء، فهم كاللاجئين بل اللاجئين يتمتعون بظروف معيشية أفضل من ظروفهم، فلا يتمتعون بأي حقوق علاجية أو تعليمية.إنها قصة عائلة واحدة من عشرات بل مئات العائلات التي تعاني من ظروف مشابهة، والكل يشاهد ويتفرج على تلك المآسي الإنسانية دون أن يحرك ساكنا، باستثناء بعض النواب السابقين الذين كانت لهم تحركات وأنشطة ملحوظة في هذا الشأن. لماذا لا تمنح الجنسية لمثل هذه العائلات الشريفة، التي غادرها معيلها شهيدا أثناء فترة الغزو العراقي الغاشم، ووجدت رفاته مع رفات إخوانه من الشهداء الكويتيين، فما الفرق إذن، على الأقل هم يريدون الحصول على الجنسية للتمتع بأبسط حقوق المواطنة والعيش الكريم على الأرض التي احتضنتهم، وهم برأيي أفضل ممن يحملون الجنسية الكويتية ويثيرون الفتن والطائفية في المجتمع الكويتي، ويستهينون بقضايانا الوطنية «مثل اللي خبركم »!قبل أن يطلق كل من يقرأ هذه السطور العنان لأحكامه وآرائه حول مثل تلك الحالات، عليه أولا وقبل كل شيء أن ينظر إلى هذه القضية من زاوية إنسانية، وأن يضع نفسه في موضع أي من تلك العائلات المنكوبة، ومن ثم يعطي رأيه وفق مايمليه عليه ضميره الإنساني، وإحساسه الصادق تجاه أبناء جنسه من بني البشر.إنها مسؤولية تتحملها الحكومة، ويتحملها كل المرشحين لعضوية مجلس الأمة، الذين قام بعضهم بكل أسف باستبعاد وشطب هذه القضية الإنسانية من برنامجه الانتخابي، فالقضية بدأت صغيرة وتجاهلها الجميع، فكبرت وقد تكبر أكثر خلال السنوات المقبلة إذا لم تقم الحكومة بالتحرك الجاد لمعالجتها.