جريدة الشاهد الأسبوعية 11/4/2009
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة
بقلم / خالد حمود العنزي - نوير المطيري
بسم الله، وعلى بركة الله، انقل إلى الديرة مأساة لا تزال قائمة تحتاج إلى من ينهيها ويضع حداً لها وهي كلمات انقلها عن صاحبها الذي سأورد اسمه في نهاية المقال.{{{بلادي وان جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامان لم يوجد عدل فلن توجد رحمة.علمنا والدنا أن التضحية والفداء من أجل الوطن نبل وشرف وبسالة.علمنا أن الوطن هو الأب وهو الأم وهو الاخوة والأخوات.علمنا أن أجمل الحروف كاف وواو وياء وتاء.علمنا أن القلب إذا نبض أحيا الوطن وأن الدمع إذا سال سقى الوطن.ولم يكتف والدنا حمود ناصر بعنون العنزي بالقول في أعقاب الثاني من أغسطس من العام 1990، بل قاتل مثلما كان كل مواطن كويتي يدافع عن وطنه، لاسيما أن عمنا مطر ناصر بعنون العنزي استشهد في العام 1956 أثناء التدريب العسكري ليكون ممن يحملون شرف حماية الوطن ولكن كان له شرف الاستشهاد أثناء التدريب.نحن كويتيون، دمنا الكويت، انفاسنا الكويت، طفولتنا الكويت، ذكرياتنا الكويت، ووطننا الكويت، لا وثيقة ولا ورقة تثبت أننا كويتيون أكثر من روح والدنا التي ضحى بها من أجل الكويت ودمه الذي فدى به الكويت، لا يحمل أي منا أي اثبات بأننا كويتيون سوى قلب يخفق بحب الكويت وينادي قلوب الكويتيين الأحرار الشرفاء ويطالب المسؤولين الكويتيين بأن ينجدوا أبناء وطنهم .قصتنا تحكي معاناة عائلة كويتية مكونة من 8 أبناء وشقيقتهم ووالدتهم.الأب كان المسؤول عنهم وكان العطوف عليهم وفي 8/2 شارك في صد العدوان، لكنه وقع أسيرا في أيدي العدو وتعرض للتعذيب حتى يخبر عن زملائه الضباط ويفشي أسرار الجيش لكنه قاوم وصبر حتى نال الشهادة وخرجت روحه تعانق العزة والكرامة والشرف بعد فترة أسر في العراق.فماذا تفعل عائلة من دون قائدها ومعيلها، لقد خرجنا نبحث عنه خلال أسره في العراق وذهبنا إلى الأردن نطالب منظمات حقوق الإنسان بفك أسره الى ان جاءنا خبر استشهاده والعثور على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بتاريخ 2004/2/15، وتلقينا برقية عزاء من سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله عندما كان ولياً للعهد، ولم نكن نعلم أننا لم نخسر والدنا فقط، بل خسرنا كذلك العودة الى وطننا، الى أهلنا، إلى بيتنا.انها مصيبة، بل فاجعة، أولاها استشهاد والدنا، وثانيها عدم تمكننا من العودة إلى بلادنا، وكانت بداية المعاناة والمأساة والشقاء لعائلتنا المكونة من غانم، وغنام وسالم وخالد وسامي وطلال وسليمان وناصر وشقيقتنا ووالدتنا، فنحن لا نحمل سوى شهادات ميلادنا الكويتية وعقد زواج والدنا وأمنا وشهادة وفاة والدنا وجدنا وشهادة أسر من الصليب الأحمر وورقة اعتراف من مكتب الشهيد الكويتي تثبت أن والدنا شهيد معتمد لديهم ولكن كل هذه الوثائق لم تكف للسماح لنا بالعودة إلى أحضان وطننا ومسقط رأسنا.ليس هذا فحسب، بل ان عائلتنا حرمت من أدنى الحقوق الإنسانية، حرمت من الاستقرار والتعليم والعلاج والعمل وكل ما يعينها على مجابهة ظروف الحياة القاسية ولعل أكثر ما سبب لنا الألم وأفاض الدموع من اعيننا مرض أمنا وهي ما تبقى لنا في هذه الحياة، وعدم قدرتنا على توفير العلاج لها وتأمينها في أي مركز صحي حيث تعاني من أمراض الضغط والسكري، وانسداد شرايين القلب وكل هذه الويلات لم تدم عاماً أو عامين فقط، ولكنها دامت 18 عاماً.يا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ويا سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ويا شعبنا الكويتي، ويا وطننا الغالي الكويت كويت المحبة كويت السلام كويت العطاء نحن أبناؤكم نعاني ونقاسي المر ولم يتبق لنا بعد الأمل في الله تعالى سبيل للخلاص من معاناتنا وويلاتنا وقلة حيلتنا سوى الموت.فهل من أحد ينجينا؟
كاتب هذه السطور هو خالد حمود ناصر بعنون العنزي نجل الشهيد حمود العنزي.