صفاء العليوة 4/4/2009

جريدة الشاهد الأسبوعية 4/4/2009
ينتظرون‮ ‬يداً‮ ‬حانية من الكويت لتنقذهم وترد الـجميل لفقيدهم ومعيلهم
عائلة الشهيد حمود مشردون في‮ ‬الأردن
بقلم/ صفاء العليوة
‮‬لو علم‮ -‬وقتها‮- ‬بما سيوول اليه حال زوجته وأبنائه من بعده فهل كان سيقدم على ما أقدم عليه؟‮!«... ‬سؤال ردده الكثير من الناس بعد سماعهم قصة أسرة الشهيد البطل‮ »‬حمود‮« ‬وقد اعتلت وجوههم علامات الدهشة والتعجب التي‮ ‬اختلطت بعلامات الحزن والأسى والغضب والحرقة على حال ابناء من قدم روحه فداء لهذه الأرض الطيبة‮.‬ومن المؤكد ان هذا الشهيد،‮ ‬وغيره من زملائه الأبطال،‮ ‬لم تشغلهم هذه التساؤلات فور تلقيهم خبر اجتياح الجيش العراقي‮ ‬لدولة الكويت فجر‮ ‬يوم الخميس الاسود‮ ‬1990‮/‬8‮/‬2،‮ ‬فما ان وصلهم هذا الخبر المشؤوم حتى هب كل واحد منهم مرتديا زيه العسكري‮ ‬متجها الى معسكره ملتحقا بزملائه حاملا سلاحه،‮ ‬قاصدين بذلك الدفاع عن وطنهم من شرور الغزاة المعتدين ولسان حالهم جميعا‮ ‬يقول‮: ‬أرواحنا فداء للكويت‮.‬تم أسره من قبل الجيش الغاشم،‮ ‬واقتيد الى زنازينهم ومعتقلاتهم حيث اللارحمة والاضطهاد والتعذيب،‮ ‬ما ادى الى الحاق مأساة كبيرة بأسرته التي‮ ‬لم‮ ‬يكفها ضياع رب الأسرة ومعيلها فحسب،‮ ‬بل وايضا الى فقدان‮ »‬الوطن‮« ‬وعدم القدرة على تقبيل ترابه لأكثر من‮ ‬19‮ ‬عاما‮.. ‬وعلى الرغم من ان‮ »‬حمود‮« ‬قد عاد‮ -‬بعد سنوات‮- ‬الى وطنه‮ »‬رفاتا‮« ‬محتضنا ومقبلا التراب التي‮ ‬فداها بروحه،‮ ‬إلا أن زوجته وأبنائه ما زالوا‮ »‬أحياء‮« ‬ينادون ويناشدون‮ »‬العودة‮« ‬لأحضان تراب الوطن وتقبيله ولكن‮.. ‬دون مجيب وهم الآن مشرودن في‮ ‬الأردن وينتظرون‮ ‬يدا حانية من الوطن الغالي‮ ‬الكويت لاحتضانهم كبقية أسر الشهداء الكويتيين رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته‮.