لافي النبهان 19/7/2009

جريدة النهار 19/7/2009
لجنة حقوق الإنسان البرلمانية لم تحرك ساكناً أبناء الشهيد حمود العنزي: دم والدنا وشهادته لم تشفعا لنا فبقينا لاجئين في الأردن
بقلم / لافي النبهان


لغز لم يستطع احد فك طلاسمه فما بين وزارة الخارجية التي اخلت مسؤوليتها من القضية ووزارة الداخلية الصامتة حتى هذه اللحظة ضاع مستقبل عائلة تعتبر نفسها كويتية.اللغز تحدث عنه الكثيرون من نواب وكتاب وصحافيين وسلطت عليه الضوء الكثير من الوسائل الاعلامية ولكنهم لم يفلحوا في الوصول الى الجهة المتخصصة المنوط بها حله فالقضية معروفة وهي وجود ابناء شهيد بدون لاجئين في الاردن لا يستطيعون العودة الى الكويت لعدم حملهم جوازات سفر يستطيعون من خلالها رؤية الارض التي احتضنت رفات والدهم العطرة، ولكن ما وراء القضية امر غامض لم يفسره احد حيث ان خلفيات عدم عودة عائلة الشهيد حمود العنزي لم يبينها المعنيون بالامر كما ان رفض وزارة الخارجية الكويتية في عمان غير مفهوم حيث انها ترمي بالقضية كلها في احضان وزارة الداخلية التي لم تحرك ساكناً ولم توضح او تبدي رأيها من حيث ان الامر يعنيها ام لا، والاغرب من كل هذا هو عدم تحرك لجنة حقوق الانسان البرلمانية التي لجأ اليها ابناء الشهيد علها تنصفهم وتقوم بما يلزمها واجبها ان تقوم به حيث احيط النائب وليد الطبطبائي علماً بالقضية وكل حيثياتها وبعد ان وعدهم توارى عن الانظار واختفى ولم يحقق ما وعد به والامر ذاته ينطبق على النائب محمد هايف المطيري الذي قابل العائلة في الاردن وكما وعدهم الطبطبائي خيراً وعدهم هايف بأكثر من ذلك اذ قال لهم ان القضية انسانية وقبلها شرعية وانا باذن الله اعد باستخراج وثائق سفر لكم وستعودون الى الكويت.. وهذا ايضاً لم يحدث اذ اختفى هايف مقتفيا آثار زميله الطبطبائي «وبقيت العائلة حائرة دون ان تجد حلاً لمشكلتها».وبما ان ابناء الشهيد يئسوا من رؤية بريق امل ينشدونه اضطروا الى اللجوء الى احدى الشخصيات الاردنية البارزة التي زارت الكويت أخيراً وخاطبت بعض المسؤولين الكويتيين ولم يتضح حتى الآن ما ان كانت المساعي قد نجحت.«النهار» سألت ابناء الشهيد عن مأساتهم كيف بدأت؟ والى اين وصلت؟ وكانت البداية في رسالة وجهها ابناء الشهيد إلى المسلمين الى أهل الدين والنخوة والفزعات الى أهل الكويت وأصحاب الأقلام الجريئة جاء فيها نحن أبناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي الذي استشهد دفاعاً عن الكويت نطلب فزعة الأحرار لتسهيل عودتنا للكويت حيث اننا نعيش الآن كلاجئين في الأردن، وقصتنا: في يوم 2 أغسطس 1990 شارك والدنا في صد العدوان العراقي مع زملائه في الجيش الكويتي وتم أسره في ذلك اليوم، وقد عثر على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بتاريخ 15/2/2004 رقم الرفات (8105) وعندما أسر والدنا كنا صغاراً أكبرنا يبلغ 13 عاماً دخلنا الأردن كلاجئين أثناء احتلال الكويت من أجل مطالبة حقوق الانسان في الأردن باستخراج والدنا من السجون العراقية ولكن للأسف لم يفعلوا شيئاً حتى ضاقت علينا الدنيا وأصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة فلم نتمكن من العودة للكويت والآن نحن محرومون من التعليم والأمن والعلاج والعمل. علما اننا قابلنا أحد المسؤولين في الأردن وشرحنا له قصتنا طالبين العودة للكويت وقال: «يجب احضار كتاب من وزارة الخارجية الكويتية حتى يتم ترحيلنا للكويت»، اننا نعاني قسوة الحياة وفقد الوالد والمعيل ونكران الأهل والأحبة نعاني قسوة اليتم والحرمان وفقدان الناصر والمحب، نبيت والدمعة على خدنا والحرقة في قلوبنا فهل هذا جزاء من استشهد دفاعا عن بلده؟ لقد تركنا والدنا والأمل يشدوه بنصرة ووفاء الكويت لدمائه الزكية الطاهرة باحتضان أيتامه ورعايتهم لا تركهم كلاجئين في بلاد الغربة!وبعد تلك الصرخة التي اطلقها ابناء الشهيد والمناشدة التي لا نعرف ان كان هناك من يتلقفها ام لا «تطرق أبناء الشهيد الى وجه من المعاناة التي يعيشونها وهي الصحية حيث اعتبروا ان مشكلتهم في هذا الخصوص كبيرة جداً اذ انه لو مرض اي فرد من افراد العائلة البالغ تسعة اشخاص فاننا لا نستطيعاخذه للمستشفيات الحكومية لعدم وجود تأمين صحي وبالطبع لعدم وجود اثبات رسمي لنا وايضا الوالدة زوجة الشهيدة تعاني من امراض مثل (السكري، والضغط، وانسداد بشرايين القلب) وتحتاج الى علاج يومي.وعن المشكلة التعليمية قالوا انه للاسف لم يتعلم احد من ابناء الشهيد الا من درس قبل الغزو في الكويت وفي مدارسها الحكومية وللاسف نحن نعيش لاجئين ولم نتعلم نهائياً، وحول وسائل المواصلات التي يتنقلون بها وهل يملكون سيارة اوضحوا بخصوص رخصة القيادة، من الطبيعي عندما لا يكون لديك اثبات لن يكون لديك رخصة قيادة، فنحن نعاني المر من اجل التنقل، او على الاقل العمل كسائق لكن للاسف نحن محرمون من هذا الامر ايضا.وكذلك كشفوا عن عدم زواج أي فرد منهم لانه لا يوجد اي اثبات رسمي سوى شهادة من مفوضية اللاجئين الدولية، وقد بلغ اكبر ابناء الشهيد الى سن 32 عاماً، وايضا الشهيد له بنت في سن الزواج، انها معاناة كبيرة جداً.فنحن لا نستطيع ان نتزوج والاستمرار في الحياة اصبح صعباً.وحول العمل الذي يقتاتون منه اوضحوا اننا بالاساس ممنوعون من العمل ونعتبر مخالفين للقانون عندما نعمل وان حصلنا على عمل احيانا يكون هناك لمدة اسبوع واخر من دون عمل وهو متقطع بشكل عام، واحيانا كثيرة يظلمنا اصحاب العمل ولا يعطوننا اجرنا لانهم يعلمون اننا ليس لنا حق المطالبة بالاجر لاننا لاجئون ولا يحق لنا العمل، لذلك للاسف يستغلنا اصحاب بعض الاعمال، ويحرموننا ايضا من حقوقنا.وأشار ابناء الشهيد الى موضوع السكن حيث قالوا لا نستطيع الاستقرار في بيت واحد لان صاحب البيت والجيران يعرفون اننا لا نحمل اثباتاً واذ احتاج الى البيت يطردنا ويقول لنا احضر لكم الشرطة فنخرج متى قال لنا ولايمهلنا وقتاً للبحث عن بيت اخر حتى اننا نضطر للسكن عند احد اصدقانا حتى نجد بيتاً نسكن فيه ولا يهمنا حجم البيت ومساحته وعدد غرفه لاننا لا نملك ايجاراً للبيت الكبير الذي يسعنا جميعاً وننام نحن الثمانية الشباب في غرفة واحدة الان.وحول كيفية قضاء حياتهم اليومية قالوا انهم لا يستطيعون ان يعيشوا حياتهم بحرية بل بصعوبة بالغة، احيانا لا نستطيع الخروج من البيت لشراء حاجاتنا مثل البحث عن العلاج للوالدة وشراء الخبز ولقمة العيش والسبب لوجود رجان الامن وخاصة بعد المشاكل والتفجيرات التي حصلت بالاردن يركز الامن على طلب الهويات الشخصية في الشوارع ونتحاشاهم ونبتعد عنهم لكي لا نتعرض لطلب اثباتنا ونحن لا نحمل اثباتاً هناك وقد حصل لنا موقفان الاول مع سالم والبالغ من العمر 26 سنة حيث تم الزج به في السجن لمدة خمس ايام لعدم وجود الاثبات والموقف الاخر مع سليمان والبالغ من العمر 17 سنة في ذلك الوقت حيث حجز بالمركز الامني لمدة يومين والسبب لعدم وجود اثبات حتى نجد احد يعرفنا ويتوسط لنا ويكفل المسجون، وللعلم فإننا حتى لو تعرضنا للظلم او التعدي بالضرب او اي ضرر لا نستطيع التقدم بشكوى.ولفت ابناء الشهيد الى انه ابسط مقومات الحياة لا نستطيع الحصول عليها مثل حمل هاتف نقال او حتى منزلي لا نستطيع ذلك لانه يتطلب تسجيله اثبات رسمي ولكن نسجله باسماء اصدقائنا ونحن نحتاجه حتى اذا طلبنا احد للعمل يجدنا ونحن ننتقل من بيت الى اخر ولا يوجد لنا بيت واحد او عنوان واحد يستدل عليه.وأجاب ابناء الشهيد عن المساهمات النيابية والشخصية في حل مشكلتهم بقولهم قمنا بمناشدات كثيرة جدا سواء عبر الصحف او عبر اتصالات حتى ان لجنة الكويتيين البدون ذكرت مأساتنا مرات عدة بالندوات والصحافة، وبالفعل وقف معنا النائب الفاضل وليد الطبطبائي، ولكن لا نعلم ماذا تم بعد ان وعدنا بحل المشكلة لم يحدث اي تغيير او تسهيل لعودتنا الى بلدنا الكويت، وكذلك النائب الفاضل محمد هايف المطيري اطلع بشكل جيد جداً على قضيتنا وسعى لعودتنا وحسب علمنا تحرك مشكورا في هذا الامر لكن للاسف لم نستطع العودة، وقمنا بمناشدة كثير من النواب ليحلوا معاناتنا ويسهلوا عودتنا الى الوطن وقدمنا لهم اوراقنا الثبوتية ولم يفعلوا لنا شيئاً وبقينا على وعودهم الى هذه اللحظة.وحول مراجعتهم للسفارة الكويتية في الاردن قال ابناء الشهيد قمنا بمراجعة السفارة الكويتية بعمان مرات عدة وتنقسم هذه المراجعات الى قسمين الاولى قبل استلام السفير الشيخ فيصل المالك عمله كنا نذهب الى السفارة ونطلب من الموظفين مقابلة السفير السابق ويقولون لماذا تريدونه نقول لهم نحن ابناء الشهيد حمود ونريد حلاً لوضعنا ونشرح لهم القصة كاملة وبعد ذلك يقولون لنا المعذرة اذا انتم كويتيون نستطيع ادخالكم الى السفير اما غير كويتي فممنوع دخولكم.اما بعد استلام سعادة السفير الشيخ فيصل المالك الصباح، الامور اختلفت الاوضاع قليلاً حيث قمنا بزيارته ومعنا ملف يوجد به جميع اوراقنا الثبوتية ومنها ما تثبت اننا منذ الخمسينيات ونحن في الكويت وسلمته باليد وشرحت له القضية بالتفصيل الممل وقال لي انا راح ابذل كل جهدي لحل هذه القضية ولكن هذه القضية يزيد وقت واجراءاتها من داخل الكويت ومرت فترة طويلة ولم اجد اي رد من السفارة وحاولت ان اقابل السفير مرة اخرى ولم استطع مقابلته ويقولون اترك رقم تلفونك ونحن نقوم بالاتصال بك وفعلاً اتصل علينا السفير وقال لنا انه الى الان متابع موضوعكم ومرة الايام وفترة طويلة ولم يأت اي رد وذهبت مرة اخرى للسفارة ولم يدخلوني وكان هناك تعسف كبير من قبل السفارة في الفترة الاخيرة وذهبنا الى احد ابناء القبائل في الاردن وهو معروف جداً ببلدي في الكويت وله علاقة قوية مع السفير وقلت له كذا وكذا الموضوع وقال انا سأتابع الموضوع مع السفير وبعد فترة ذهبت له وقال لي مع الاسف السفارة لم تستطع فعل شيء لكم الله لكم يا ابناء الشهيد ولكن انا لم انساكم اعطني الاوراق وانا لي زيارة للكويت واخذ كل الاوراق وسلمها لمسؤول وهو صاحب القرار والى هذا اليوم لم يأتنا اي رد.لجنة الكويتيين البدوناعتبر امين سر لجنة الكويتيون البدون نواف البدر ان قضية ابناء الشهيد قضية ابسط مما يتصور البعض، وهم يعيشون كلاجئين ولا يحملون اي اثباتات سوى الاثباتات الكويتية وهم من قدامى اهل الكويت وعمهم شقيق الشهيد: مطر ناصر العنزي استشهد اثناء الواجب سنة 1956، وايضا الشهيد مولود في الكويت ويملكون جميع الاحصاءات، ثم السؤال الكبير هل هذا جزاء الاحسان وهل جزاء من ضحى بنفسه وروحه للوطن ان يتم تعذيب وتغريب اهله وابنائه، نطالب وزير الداخلية جابر الخالد ان يعجل ويسهل عودتهم نظرا، لان وزارة الداخلية ترمي المسألة على الخارجية والعكس صحيح لذلك نريد عودتهم باسرع وقت، لانه تكريم الشهيد في تكريم اسرته وتوفير سبل العيش الكريم لهم.بطاقة الشهيد حمودالاسم: الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي.الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لتسعة أبناء.الرتبة: رقيب أول في الجيش الكويتي.تاريخ الأسر: عام 1990.من هو حمود ناصر بعنون العنزي؟حمود العنزي هو احد الكويتيين البدون الذين سلب حقهم الانساني وايضا سلب حقهم في الجنسية الكويتية، فكان لحمود العنزي اخ اسمه مطر ناصر بعنون العنزي، استشهد اثناء التدريب العسكري في عام 1956 ولم يكن هناك اي اهتمام باهل الشهيد.وايضا في 2/8/1990 اثناء الغزو العراقي الغاشم شارك الشهيد حمود ناصر العنزي في صد العدو ولكن تم اسره من قبل الجيش العراقي الغاشم وبعد التحرير لم يعد حمود العنزي مع الاسرى الكويتيين والبدون، حتى تم العثور على رفاته بتاريخ 15/2/2004 من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمفقودين، رقم الرفات «8015».ترك حمود العنزي تسعة ابناء «مضطهدين» وهم غانم، غنام، سالم، خالد، سامي، طلال، سليمان، ناصر وهو اصغرهم لم ير اباه ولا والده رآه رحمه الله، واختهم وارملة الشهيد، وحاليا وهم خارج الكويت في الاردن لا يحملون اي اثبات شخصي مثل الجواز او البطاقة المدنية سوى لديهم عقد زواج والدهم وشهادات الميلاد الكويتية.


سالم

خالد

غانم

سامي

غنام

طلال

سليمان

ما يسمى بيتاً يسكنه أبناء الشهداء

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=156162