أحمد البغدادي 20/7/2009

جريدة السياسة 20/7/2009
"الظلم ظلمات يوم القيامة"
بقلم / أحمد البغدادي

"شهادة لمن يهمه الأمر""يشهد مكتب الشهيد أن الشهيد / حمود ناصر العنزي هو أحد الشهداء المعتمدين لدى مكتب الشهيد "عن / المدير العام ولي العهد برقيةالأخوة الأفاضل عائلة المرحوم الأسير الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أعرب لكم عن خالص التعازي وصادق المواساة لإعلان استشهاد الفقيد المواطن الأسير حمود ناصر بعنون العنزي الذي استشهد مؤديا واجبه تجاه الوطن, وأدعو العلي القدير أن يشمله الله بواسع رحمته ورضوانه في جنات النعيم مع الشهداء والصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا .عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم
سعد العبد الله السالم الصباح24 محرم 1425 / 15 مارس 2004 "شهادتان رسميتان شهادتان رسميتان احداهما بإمضاء المرحوم الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح عندما كان وليا لعهد الكويت, رحمه الله. وشهادة أخرى من مكتب الشهيد. وكلتاهما تقران رسميا بوجود عسكري شهيد اسمه (حمود ناصر العنزي) رحمه الله, والذي قُتل وهو يدافع عن أرض الوطن , الكويت, أثناء الاحتلال العراقي البغيض.كيف كافأت حكومة الكويت عائلة الشهيد? اقرأوا المناشدة التالية:"نحن أبناء الشهيد حمود ناصر العنزي الذي استشهد دفاعا عن الكويت ( وقد أكد سمو ولي العهد السابق سعد العبد الله رحمه الله ذلك بخطاب رسمي ) نطلب فزعة الأحرار لتسهيل عودتنا للكويت حيث أننا نعيش الآن كلاجئين في الأردن, وهذه قصتنا: في يوم 2 / 8 / 1990 شارك والدنا في صد العدوان العراقي مع زملائه في الجيش الكويتي وتم أسره في ذلك, وقد عُثر على رفاته من قبل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بتاريخ 15 / 2 / 2004 رقم الرفات ( 8105 ). عندما أسر والدنا كنا صغارا, أكبرنا يبلغ 13 عاما دخلنا الأردن كلاجئين أثناء احتلال الكويت من أجل مطالبة حقوق الإنسان في الأردن باستخراج والدنا من السجون العراقية, ولكن للأسف لم يفعلوا شيئا حتى ضاقت علينا الدنيا,وأصبحت ظروف والدتنا الصحية صعبة فلم نتمكن من العودة للكويت. والآن نحن محرومون من التعليم والأمن والعلاج, علما أننا قابلنا أحد المسؤولين في الأردن وشرحنا له قصتنا طالبين العودة وقال " يجب إحضار كتاب من وزارة الخارجية الكويتية حتى يتم ترحيلنا للكويت ". إننا نعاني قسوة الحياة وفقد الوالد والمعيل ونكران الأهل والأحبة , نعاني قسوة اليتم والحرمان وفقدان الناصر والمحب. نبيت والدمعة على خدنا والحرقة في قلوبنا فهل هذا جزاء من استشهد دفاعا عن بلده? لقد تركنا والدنا والأمل يحدوه بنصرة ووفاء الكويت لدمائه الزكية الطاهرة باحتضان أيتامه لا تركهم لاجئين في بلاد الغربة ".هذه الرسالة تداولتها شبكة الإنترنت, وهي إن صحت, عار على جبين الحكومة الكويتية والشعب الكويتي الذي برهن على عدم نصرته للحق, وهو الذي عانى الظلم والحرمان على يد القوات العراقية المحتلة, أم لأن هذا الشهيد من فئة "البدون ", ومن ثم فلا قيمة لحياته التي قدمها دفاعا عن وطن حلم باكتساب جنسيته, فلم نحقق له حلمه, ولم نكتف بذلك,بل تجاهلنا عائلته وتركناها تعاني الجوع والمرض والجهل والحرمان كلاجئين في الأردن!سيقول البعض أن هذه المعلومات ليست صحيحة! وليس أسهل من التأكد من شهادات لمن يهمه الأمر الصادرة عن مكتبي الشهيد وسمو ولي العهد السابق رحمه الله. لكن أن تبقى هذه الأسرة التي فقدت معيلها بسبب دفاعه عن الكويت تعيش في مثل هذه الظروف البائسة, فهو أمر لا يرضاه الله ورسوله. وهو ظلم نهى الله عنه في الحديث القدسي حين اعتبر الظلم " ظلمات يوم القيامة ". وهل يُعقل أنه لا يوجد في الكويت رجل رشيد يحض الحكومة على البحث في الموضوع رأفة بهذه الأسرة المنكوبة? وأنني لأعجب لحكومة سمو رئيس الوزراء الذي مدحه كثير من الناس بأخلاقه العالية وتسامحه مع الناس, كيف يتجاهل مثل هذا الموضوع الذي لو صح, لدل على أن أهل الكويت لا يستحقون المعروف, وأنهم لا يحفظونه... فهل هم كذلك? أرجو أن يخيب الله الظن, ويرزق هذه العائلة من المسؤولين من لديه نخوة ضد الظلم ونصرة للحق, ليبحث في هذا الموضوع وينصف هذه العائلة المنكوبة.