حسن محمد الأنصاري 15/9/2009

جريدة الدار 15/9/2009
كلمة الأمير بحاجة لأذن مصغية
بقلم / حسن محمد الأنصاري

النعم التي أسبغها الله سبحانه وتعالى علينا توجب الشكر والدعاء، والعمل الصالح مطلوب من الجميع والأمانة مسؤولية علينا تحملها مهما بلغ الأمر لأن «الكويت هي الكيان الذي يجمعنا» وقد جاءت كلمة حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله مع عبق الأجواء الإيمانية من ليالي القدر حيث خص جانبا منها برسالة واضحة للإعلام الكويتي حينما قال: «لقد آلمني ما قرأت وتابعت وسمعت!» وقبلها أيضا كان اللقاء الذي جمع سمو رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف اليومية، فالواجب يملي على صحافتنا أن تعتمد المصداقية بلا تهويل وأن تتجنب «البروباغندا» لبواعث شخصية لا تتعلق بالمصلحة العامة ولا تهم الرأي العام حتى لا يستفيد منها أعداء الدولة وخصوصا حين يمس الهجوم أحد رموز الدولة بما لا يليق، فالمكانة المرموقة التي حققتها الصحافة الكويتية على النطاق الإقليمي لم تأت من فراغ وبالقدح والشخصانية والتأليب بين أبناء الوطن وإثارة الفتنة الطائفية والعنصرية، إن مسؤولية الإعلام نشر الرأي وتثقيف المجتمع بالفكر المبدع وبالأسلوب الحضاري البعيد عن التجريح والردح والفجر في الخصومة، فالتباين في الرأي والمغايرة في الطرح مع قبول الطرف الآخر والإيمان بلغة الحوار المهذب الراقي يعني التكامل الذي أعطى القوة والتأثير للصحافة الكويتية ورفعها إلى القمة. الاختلاف بالرأي سنة وفطرة بشرية ولكن بالتعقل والتدبر نتفق على المضمون والجوهر حتى نزداد تمسكا بوحدتنا الوطنية ونتحدى على تحمل الأمانة التي في أعناقنا حين لا ننشر الصور المليئة بالشوائب التي تزعزع روابطنا الاجتماعية قبل تنقيتها للمزيد من إيضاحها لأن من أهم المسؤوليات التي تتحملها السلطة الرابعة هي الموضوعية والعقلانية في تناول القضايا مهما اختلفت الأجواء السياسية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية مع الالتزام بالمهنية الراقية، وبحيث يكون النقد موجها لأفعال السلطتين لا لأشخاصها، كما وعليها أن تلعب الدور الإيجابي المشجع حتى يتم إخراج السلطتين من المراوحة السياسية التي عطلت المشاريع التنموية في الدولة بعد أن اقتربنا من نهاية عام على الأزمة الاقتصادية العالمية، مما يتوجب على إعلامنا أن يكون الأذن المصغية أكثر من واقعه الحالي كأفواه صاخبة وليت وسائل الإعلام تتخذ «لنستبدل الجدل بالعمل» شعاراً لها! *
آخر العمود: أتمنى من سعادة وزير الداخلية الموقر تسهيل أمور عودة أبناء الشهيد حمود ناصر بعنون العنزي لأرض الوطن، وأن يجعل الله ذلك في ميزان حسناته وصالح أعماله ويلقى خير ليلة القدر بخير وعافية.